تُعد ترجمة الأعمال الأدبية فناً وعملاً دقيقًا يتطلب فهماً عميقاً للثقافتين و اللغتين المصدر Source Language والهدف Target language ، فضلاً عن مهارات لغوية عالية للتدقيق و الفحص و التقصي للحفاظ على كُنهِ العمل الأصلي و رسالته في كل جوانبه و يبرز دور المترجم في نقل الأفكار والمشاعر الجمالية و اللغوية من لغة إلى أخرى، مُحافظًا في الوقت نفسه على رونق النص الأصلي لما تقتضيه الأمانة المُلقاة على عاتقه من حرصٍ و تفان. في هذا الصدد، صدرت حديثا ترجمةٌ للسلسة القصصية "أوان الرحيل" Time to leave للأستاذ الجامعي حسن درير، أستاذ الترجمة و علم المصطلح بجامعة القاضي عياض – مراكش، والتي تمت ترجمتها من العربية إلى اللغة الإنجليزية. هاته المجموعة القصصية تتضمن ستة عشرة قصة فرعية مؤطرة بتيمة "الموت"، و تُظهر عُمق كاتبها الكبير علي القاسمي العراقي المقيم في المغرب، في استعمال لغة قصصية بسيطة راقية استثمرها بلاغيا ومنهجيا لإبراز إبداعه التصويري واستعماله للتعابير المجازية للغوص في أعماق الماضي والحاضر بأبعاده الواقعية و التي نقلها الأستاذ حسن درير للقراء من كل أنحاء العالم لاستشفاف و اكتشاف هاته السلسلة القصصية الماتعة. تأتي المجموعة في حجم صغير، ولكنها تحمل في طياتها أوجهاً متعددة للنظر إلى الموت. وتقع هذه المجموعة التي نشرتها المطبعة و الوراقة الوطنية بمراكش في 140 صفحة من الحجم الصغير، وتشتمل على ستة عشرة قصة عناوينها: أصابع جدي My grandfather's Fingers ، الوصية The will ، جزيرة الرشاقة The Island of Grace ، الكومة The Heap ، الحمامة The Pigeon ، الساعة The Clock ، النداء The Call، النجدة Rescue ، القارب The Boat ، الغزالة The Gazelle ، المدينة الشبح The Ghost City، الظمأ Thirst ، الخوف Fear ، القادم المجهول The Unknown Visitor ، النهاية The End . واستُهلَّت المجموعة القصصية بنص يحمل عنوان: " ما يُشبه المقدّمة، ما يُشبه القصّة: البحث عن قبر الشاعر البياتي" What Looks Like an Introduction, What Looks Like a Story: Searching for the Poet al-Bayati's Tomb، واختتمت بنص عنوانه " ما يُشبه الخاتمة، ما يُشبه القصّة: هل تداوي الكتابة الطفولة الجريحة؟" What Looks like a Conclusion, what Looks like a Story: Does Writing Heal the Wounded Childhood? و هي دعوة لإغناء الرصيد العربي و الكتبة العربية بأعمال الترجمة التي تخدم إيصال الأعمال الروائية، الأدبية و اللغوية العربية للقراء من كل أنحاء العالم.