يتعرض مستشفى القدس بقطاع غزة، لاستهداف متكرر من طرف قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال الحرب الجارية القطاع، خاصة في الأيام الأخيرة، وهو ما دفع الهلال الأحمر الفلسطيني إلى توجيه نداءات استغاثة من أجل إنقاذ المرضى والنازحين ومنع ارتكاب مجزرة في المشفى. وتخشى وزارة الصحة الفلسطينية، من إعادة تدمير إسرائيل لهذا المستشفى على غرار سنة 2008، بعدما تدخل المغرب لإعادة بناءه وافتتاحه سنة 2021، فيما وجهت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني نداءات لحث إسرائيل على الوقف الفوري لاستهداف المستشفى. وناشد الهلال الأحمر "المجتمع الدولي والصليب الأحمر، التدخل الفوري والعاجل لحماية مستشفى القدس وحماية من فيه من طواقم طبية و500 مريض وأكثر من 14 ألف نازح، وإيصال المساعدات الطبية والإنسانية بشكل عاجل للمستشفى الذي بات الآن يفتقر لأهم الإمدادات الأساسيات من وقود ومستلزمات طبية وماء وطعام". ومستشفى القدس الذي افتتح عام 2001 في حي تل الهوى بمدينة غزة، هو أحد المستشفيات التابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، حيث تبلغ قدرته السريرية نحو 120 سرير في مبنى مكون من 6 طوابق، وفي حالات الطوارئ يضاعف عدد الأسرة إلى نحو 200 سرير. وبعدما تعرض للتدمير خلال العدوان الإسرائيلي على غزة سنة 2008، تكلف المغرب بإعادة إعماره وبنائه وتجهيزه، بتعليمات من الملك محمد السادس، حيث تمت إعادة افتتاحه في 16 غشت 2021 بحضور السفير المغربي برام الله وعدد من المسؤولين والشخصيات الفلسطينية. استهداف مباشر واليوم السبت، أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني أن كافة خدمات مستشفى القدس ستتوقف خلال 3 ساعات بعد نفاد الوقود، مشيرا إلى أن أزيد من 500 مُصاب سيحرمون من العلاج، فيما سيفقد المرضى في غرفة العناية المكثفة والأطفال في الحاضنات حياتهم، إلى جانب 14 ألف نازح يحتمون بالمشفى. وتعرض المستشفى، أمس الجمعة واليوم السبت، لاستهداف عنيف وغير مسبوق، فيما صرح مدير المستشفيات في غزة بأن مستشفى القدس يتعرض لقصف ناري إسرائيلي متواصل، وأنه لا يُعرف حاليا مصير من فيه من المرضى والنازحين. وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني، أمس، عن استشهاد شخص على الأقل وإصابة 20 آخرين بجروح خطيرة، معظهم أطفال، جراء إطلاق قناصة إسرائيليين النار بشكل مباشر على المتواجدين بمستشفى القدس، مشيرا إلى أن الدبابات الإسرائيلية باتت على بُعد 20 مترا فقط من المستشفى. وكشفت الناطقة باسم الهلال الأحمر الفلسطيني، نيبال فرسخ، أن الاتصالات مقطوعة عن زملائهم في مستشفى القدس، مشيرة إلى أن هذه المنشأة الصحية أصبحت معزولة بعد إغلاق كل الطرق المؤدية إليه وفي ظل القصف المتواصل. كما نشرت وزارة الصحة الفلسطينية مشهدا مصورا لأطباء يجرون عملية جراحية في الظلام داخل مستشفى القدسبغزة، قبل أن يُعلن عن وفاة مصابين نتيجة انقطاع الكهرباء وتوقف العمليات الجراحية. وقبل تعرضه للاستهداف، كان مستشفى القدس يقدم خدمات صحية شاملة تتضمن الباطني، الأطفال والولادة، الحضانة، العناية المركزة، الأشعة (الملونة، والمقطعية، والأساسية والرنين)، تفتيت الحصى، الأسنان، العلاج الطبيعي، إضافة للعيادات الخارجية بتخصصاتها كافة. وخلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة سنة 2008 استهدف الجيش الإسرائيلي مستشفى القدس بعدة قذائف، مما أدى إلى اندلاع النيران في طوابقه، حيث أُخلي المستشفى ونُقل المرضى إلى مجمع الشفاء الطبي. يُشار إلى أن جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني كانت قد أعادت افتتاح مستشفى القدس في مدينة غزة، سنة 2021، برعاية الرئيس الفلسطيني محمود عباس، عقب إعادة إعماره وبنائه وتجهيزه بتمويل رسمي من المغرب، بعدما كانت طائرات الاحتلال الإسرائيلي قد دمرت أجزاءً منه في عدوان 2008. وعرف حفل افتتاح المستشفى، حضور السفير المغربي بفلسطين، محمد الحمزاوي، ورئيس جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، يونس الخطيب، ومحافظ غزة إبراهيم أبو النجا ممثلا عن الرئيس عباس، وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، ورئيس دائرة شؤون اللاجئين أحمد أبو هولي، وعدد من المسؤولين الفلسطينيين. وتبلغ الطاقة الاستعابية للمستشفى 102 سرير، موزعين على 76 سرير مبيت، و26 سرير رعاية يومية، إلى جانب 8 غرف عمليات تضم أسرّة إفاقة. كما يضم المستشفى عددا من الأقسام التخصصية، منها قسم العناية المركزة بسعة 10 أسرّة، وغرف عمليات قسم النساء والولادة، و10 حضانات للأطفال الخدج، وقسم الجراحة والمناظير. إلى جانب ذلك، يشتمل المشفى على مركز متخصص في جراحة القلب والقسطرة، لتلبية احتياجات المرضى، وهو من أهم الأقسام داخل المستشفى، ومجهز ضمن معايير عالية تحاكي المراكز العالمية.