واصلت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، اليوم الخميس، الاستماع إلى المتهمين في ملف ما يعرف بقضية "طبيب التجميل الحسن التازي"، حيث قررت المحكمة تأخير الملف إلى 27 أكتوبر الجاري. واستمعت هيئة الحكم برئاسة على الطرشي إلى المتهمة الرئيسية الثانية في هذه القضية المسماة "ب.ز"، والتي تقدم نفسها "كفاعلة خير" تتوسط لدى المحسنين لجمع تبرعات مالية لفائدة مرضى بمصحة الشفاء لمالكها الحسن التازي. ولم تذكر المتهمة "فاعلة الخير" أي صلة أو تواصل مباشر لها مع مالك مصحة الشفاء، الحسن التازي أو زوجته مونية بنشقرون أو شقيقه. واكتشفت بتأكيد تواصلها مع المسؤولة عن الشق المحسباتي بالمصحة، وهي المتهمة الرئيسة الأولى "س.ا" المعتقلة رفقتها وباقي المتهمين بالسجن المحلي بالدار البيضاء. وواجهت هيئة الحكم المتهمة المسماة "ب.ز"، بمحاضر التقاط المكالمات بينها وبين المتهمة الرئيسية الأولى المسماة "س.ا"، والتي يتمحور مضمونها حول كيفية التواصل مع محسنين متبرعين عبر عرض حالات مرضى جلهم أطفال. لم تنفي "ب.ز" ذلك. وطرح رئيس الهيئة أسئلة أخرى تتعلق بحسابات "ب.ز" البنكية الخاصة "التي تلقت عبرها تبرعات لفائدة المعوزين بمصحة الشفاء". وأبرزت "فاعلة خير" في هذا السياق، تصريحات شاهد سبق وتواصلت معه هاتفيا بصفتها مساعدة اجتماعية، حيث قال لها، حسب محضر استنطاق عرض على شاشة القاعة، "أنه اقتنع بكلامها وأكد لها عزمه دفع مصاريف العلاج فسلمته رقم حسابها الخاص بدل حساب المصحة". وأضافت "ب.ز" أنها كلما كانت تتلقى مبالغ مالية وتبرعات من المحسنين عبر حسابها الخاص تحولها للمصحة نقدا، مؤكدة "على أنها مسألة ثقة بينها وبين المتبرعين وأنه لم تكن في نيتها بالمرة الاحتفاظ في إحدى المرات بتلك المبالغ على حسابها البنكي الخاص للتصرف فيه". كذلك واجه رئيس هيئة الغرفة 8 المتهمة "ب.ز" "بصور وتحويلات بنكية عن أشخاص يتوفرون على تغطية صحية، فأكدت أن المتهمة الأولى "س.ا" هي المسؤولة عن إرسال الصور والمستندات للمتبرعين، نافية أن تكون على علم مسبق بأمر توفرهم على التغطية الصحية". وأبرزت محاضر المكالمات المعروضة على المتهمة "ب.ز" تواصلها مع شخصيات بارزة قصد الحصول على مبالغ مالية لعلاج مرضى أطفال على سبيل الإحسان، ومن هذه الشخصيات نجل عزيز أخنوش رئيس الحكومة، والوزير نزار بركة ومحمد نبيل بنعبد الله، وشخصيات بأسماء معروفة في الوسط البورجوازي كعائلة برادة. وعن سؤالها عن كيف تحصل على أرقام تلك الشخصيات البارزة، ردت المتهمة، بأنها تسمع عن سمعتهم الطيبة، وكذلك كانت تستعمل تطبيق True call الذي كانت تتوصل عبره بطريقة عشوائية على الأرقام. وأوضحت أنه حين يرد أحد المعروفين في مجال الإحسان كانت تقدم له نفسها أنها مساعدة اجتماعية بمصحة التازي، وترسل لجلهم صورا تتعلق بأطفال في وضعيات صحية حرجة قصد مساعدتها في مصاريف العلاج. وبخصوص استعمال حساب ابنتها البنكي لتلقي تبرعات من محسنين، بحسب ما عرضه رئيس الهيئة على شاشة القاعة، ردت "ب.ز" بأنها "استعملته لفترة محدودة عندما كان لديها مشكل في حسابها الخاص، وبمجرد تسوية المشكل عادت لاستعمال حسابها، وأن ابنتها لا علاقة لها بأي تبرعات أو محسنين أو مجال اشتغالها كمساعدة اجتماعية". وأظهرت كشف بنكية باسم المتهمة "ب.ز" المعروفة ب"فاعلة خير"، تلقيها مبالغ تتراوح ما بين 400 درهم إلى 52 ألف درهم من محسنين مختلفين، من ضمنهم نجل رئيس الحكومة والوزير بركة وغيرهم. إلى ذلك، أخرت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف الملف إلى 27 أكتوبر الجاري، لاستكمال الاستماع إلى باقي المتهمين، وهم الحسن التازي وزوجته بنشقرون وشقيقه.