مع فوز المغرب بشرف تنظيم نهائيات كأس العالم لسنة 2030 بشكل مشترك مع إسبانيا والبرتغال، أعلنت الخطوط الملكية الجوية المغربية طرح مناقصة بحلول نهاية العام لشراء 200 طائرة لتسلم في غضون 10 سنوات المقبلة، لتلبية الطلب المتزايد من السياح قبل كأس العالم 2030. وبينما تلتزم الخطوط الجوية الملكية المغربية، بتنفيذ خطتها التنموية الرامية إلى مضاعفة أسطولها أربع مرات بحلول عام 2037، فإن تعيين الثلاثي المغرب وإسبانيا والبرتغال كمضيفين لكأس العالم 2030 يتناسب مع هذا السياق، حسب تقرير لصحيفة "لوديسك". وأشارت الصحيفة إلى أن استضافة المغرب لمونديال 2030، لن يؤثر على عقد البرنامج المبرم مع الحكومة للفترة 2023-2027، حيث رفعت الخطوط الملكية المغربية طموحاتها فيما يتعلق بخطتها التنموية. وتتمثل الرؤية المنبثقة من "لارام" في مضاعفة أسطولها الحالي أربع مرات، بما يتوافق تمامًا مع الاستراتيجية الوطنية للمملكة الهادفة إلى استقبال ما لا يقل عن 65 مليون مسافر بحلول عام 2037. وفي تصريح ل"رويترز" الاثنين الماضي، تحدث حميد عدو، المدير العام لشركة الخطوط الجوية الملكية المغربية، عن الإطلاق المرتقب لتقديم العروض قبل نهاية العام الحالي، بهدف شراء 200 طائرة، يتم تشغيلها في غضون عشر سنوات، تحسبا للزيادة المتوقعة في الطلب السياحي المرتبط بكأس العالم 2030. وقال عدو، على هامش الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، إن "ما أعددناه بالفعل لعام 2030 سيضعنا في وضع جيد جداً لاستضافة كأس العالم هذا". وشدد أيضًا على أن الخطوط الجوية الملكية المغربية تسعى بشكل أساسي إلى اقتناء طائرات متوسطة المدى، لكنها تدرس أيضا اقتناء طائرات طويلة وقصيرة المدى لتعزيز قدرتها التنافسية في السوق الإفريقية المزدهرة، حيث سبق أن تم الإعلان عن هذه النية خلال مؤتمر صحفي يوم 12 يوليوز الماضي، والذي كشف خلاله حميد عدو عن خطة تطوير الشركة. وحسب صحيفة "لوديسك" فإن أسطول الخطوط الجوية الملكية المغربية الحالي، المكون من 50 طائرة، يشمل طائرات مستأجرة طويلة الأجل تنتهي عقودها في السنوات المقبلة، فضلا عن طائرات أخرى ستصل إلى نهاية دورة حياتها في سنة 2037، ولذلك فإن استراتيجية التطوير للشركة تأخذ كل هذه العناصر بعين الاعتبار، حيث "إن رؤية "لارام" للتطور لا تقتصر على ما هو فوري وأني بل يشمل عقد البرنامج بأكمله، ويمتد للفترة 2023-2027′′. ويشكل قرار منح المغرب حق تنظيم كأس العالم 2030، وفق الصحيفة ذاتها، تحديا كبيرا أمام الفاعلين في قطاع السياحة، حيث ستحتاج شركة الخطوط الجوية الملكية المغربية، على وجه الخصوص، إلى الاستعداد لتدفق أعداد كبيرة من المسافرين من جميع أنحاء العالم. وبخصوص إمكانية مراجعة عقد البرنامج الموقع مع الحكومة، فأكد مصدر في الخطوط الجوية المغربية ل"لوديسك" أنه "على الرغم من الإعلان عن كأس العالم، إلا أن عقد البرنامج يبقى دون تغيير، مشددا على أن "خطة تطوير "لارام" الجارية مصممة لتلبية متطلبات مثل هذا الحدث الرياضي الدولي بشكل فعال"، معتبرا أن "خطة تجديد الأسطول، المخطط لها قبل 2037، تتماشى تماما مع تطلعات المغرب لكأس العالم 2030". وحسب توقعات شركة الخطوط الجوية المغربية فيرتقب زيادة في عدد الركاب من 7.5 مليون في عام 2019 إلى 31.6 مليون في عام 2037، ومن المتوقع أن تشهد الإيرادات أيضًا نموا كبيرا، حيث سترتفع من 16.5 مليار درهم إلى 94 مليار درهم بحلول عام 2037. علاوة على ذلك، تهدف الشركة إلى توسيع شبكة وجهاتها، من 99 حالياً بنسبة اشتغال بنسبة 70%، وتستهدف 143 وجهة بنسبة إشغال 82%، بحسب تصريحات المدير العام لشركة الخطوط الجوية المغربية. وكان رئيس الحكومة عزيز أخنوش، وقع في 11 يوليوز 2023 بالرباط، رفقة الرئيس المدير العام لشركة الخطوط الملكية المغربية السيد حميد عدو، على عقد برنامج 2023-2037 بين الحكومة والشركة، في إطار المجهودات التي تبذلها الحكومة، تفعيلا للتوجيهات الملكية السامية، لتعزيز مكانة ودور النقل الجوي في تحقيق النمو الاقتصادي والاجتماعي، ومواكبة طموح المملكة لبلوغ 65 مليون مسافر في أفق سنة 2037. وسيتم وفق العقد البرنامج، رفع مساهمة الدولة في رأسمال شركة الخطوط الملكية المغربية، وذلك في إطار مواكبة الحكومة للمشروع الاستثماري الضخم للشركة، وتنزيل مخططها التنموي ودعم تنافسيتها، وكذا تجويد ورقمنة خدماتها. وبموجب هذا التعاقد، ستضاعف الخطوط الملكية المغربية أسطولها الجوي 4 مرات، لتنتقل من 50 طائرة حاليا إلى 200 خلال 15 سنة القادمة. كما ستقوم الشركة بتطوير خطوط جوية تواكب خارطة الطريق الاستراتيجية لقطاع السياحة، من خلال الانفتاح على وجهات دولية جديدة.