أكدت إدارة مستشفى 20 غشت بالدار البيضاء، تعرض 16 مريضا يتابعون علاجهم بمصلحة طب العيون، لإصابات بأعراض العمى، عقب تلقيهم حقنا على مستوى العين، وهو الخبر الذي كانت قد نشرته جريدة "العمق"، فيما أعلن المستشفى عن فتح تحقيق فيما وقع. وقالت إدارة المستشفى في بلاغ توضيحي لها، توصلت الجريدة بنسخة منه، إن الأمر يتعلق ب16 مريضا يعانون من أمراض شبكية العين مع ضعف البصر، تتم متابعتهم على مستوى مصلحة طب العيون بالمستشفى. وأوضحت الإدارة أن المرضى تلقوا حقنة داخل الجسم الزجاجي المعروفة اختصارا ب"IVT"، بتاريخ 19 شتنبر 2023، وذلك وفقا للمعايير المتبعة في مثل هذه العلاجات. وكشف البلاغ أنه في اليوم التالي الموافق ل20 شتنبر 2023، ظهرت على اثنين من المرضى أعراض احمرار وألم في العين مع نقص في البصر، حيث قام الفريق الطبي باستدعاء جميع المرضى الذين تلقوا الحقنة في 19 شتنبر، وتم إدخالهم للمستشفى ووضعهم تحت المراقبة الطبية ومنحهم العلاجات اللازمة. وبحسب المصدر ذاته، فقد أظهرت نتائج المراقبة الطبية أن جميع المرضى ظهرت عليهم علامات تحسن ملحوظ بعد تلقيهم العلاج. وغادر 5 من المرضى المستشفى بعد استكمال علاجهم، يضيف البلاغ، فيما لا يزال الآخرون في المستشفى لتلقي مزيد من العلاج تحت مراقبة طبية يشرف عليها أطباء متخصصون وسيغادرون المستشفى بعد استكمال العلاج خلال الأيام المقبلة. وقدم المستشفى معطيات حول الطريقة المستخدمة في علاج بعض أمراض العيون، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من مضاعفات الأمراض المزمنة كداء السكري. وأوضح في هذا الصدد، أنه وفقًا للتوصيات الصادرة عن جميع الجمعيات الطبية الوطنية والعالمية لأمراض العيون، يلجأ أطباء العيون بالمستشفى منذ سنوات إلى استعمال حقن داخل العين لعلاج أمراض شبكية العين المسببة لضعف البصر. وأشار إلى أن هذه الحقن تشكل قفزة نوعية في علاج أمراض شبكية العين، ويتم استعمالها في كل مراكز طب العيون عبر العالم بغية إبطاء تدهور النظر عند المرضى، وفق تعبير البلاغ ذاته. وفي ختام بلاغها، أعلنت إدارة المستشفى، أنها "قامت بفتح تحقيق طبي وإداري لمعرفة ظروف وملابسات هذه الحادثة المعزولة". وكانت مصادر قد كشفت لجريدة "العمق"، أن مشتشفى 20 غشت بالدار البيضاء التابع للمستفى الجامعي ابن رشد، يعيش حالة استفار بعد إصابة حوالي 16 شخصا بأعراض العمى نتيجة محلول تم حقنه لمرضى ضعاف البصر بقسم طب العيون. وأفادت أسر متضررين بأنهم تفاجؤوا بعدما دخل ذويهم بشكل طبيعي لتلقي علاجهم الروتيني، لكن هذه المرة بدأت تظهر عليهم أعراض العمى، قبل أن يصابوا بالعمى، حيث يوجد ضمن المصابين طفل. ووفق ما كشفته مصادر الجريدة، فإن المرضى تم حقنهم بنسخة مزيفة من دواء أفاستين "بيفاسيزوماب" تنتجه شركة روش السويسرية لفائدة مرضى سرطان القولون والمستقيم وغيره من سرطانات النقيلي، فيما كانت الشركة قد أدانت سابقا "عملية التزوير" التي طالت العقار غير المخصص أصلا لعلاج اعتلال الشبكية. ولم يكن المرضى المغاربة الذين أصيبوا بأعراض العمى، هم أول ضحايا عملية التزييف التي طالب هذا العقار، إذ فقد العشرات من الأشخاص في باكستان بصرهم بعد حقنهم بما يشتبه في أنه نسخة مزيفة من دواء "أفاستين" الذي تنتجه شركة "روش". ووفقا لوسائل إعلام محلية في إقليم البنجاب، فإن زهاء 68 شخصا كانوا يعانون من اعتلال الشبكية السكري، قد تلقوا علاجا باستخدام عقار أفاستين "بيفاسيزوماب"، أسفر عن إصابتهم بالعمى. ودفع الحادث الحكومة الباكستانية إلى فرض حظر مؤقت على مبيعات وتوزيع هذا الدواء بانتظار إجراءات فحوصات الجودة، حيث تم التعرف على شخصين مرتبطين بشركة تقوم بتوزيعه في باكستان، قبل أن يتم توجيه الاتهام إليهما في حالة فرار. إلى ذلك، قالت شركة روش السويسرية في بيان عبر البريد الإلكتروني، إنها "تدين بشدة العمل الإجرامي المتمثل في التزوير"، مؤكدة أنها تبذل "كل ما في وسعها للتعاون مع السلطات لحماية المرضى من المنتجات المقلدة". وأضافت روش: "لم تتم الموافقة على استخدام أفاستين في العين"، مؤكدة أن "الأدوية المزيفة تشكل خطراً صحياً على المرضى لأن محتواها قد يكون غير فعال ويحتوي على مكونات ضارة". يشار إلى أنه تمت الموافقة على عقار "أفاستين" في جميع أنحاء العالم لعلاج أنواع مختلفة من السرطان بفضل قدرته على منع نمو الأوعية الدموية الجديدة التي تغذي الأورام. وقد دفعت هذه الآلية المضادة لعامل نمو بطانة الأوعية الدموية (VEGF) العديد من الأطباء إلى استخدام الدواء خارج نطاق النشرة الطبية لعلاج بعض أمراض العيون، بما في ذلك اعتلال الشبكية السكري.