أصيب 16 شخصا يتلقون العلاج بمستشفى 20 غشت بالبيضاء، بالعمى بعد حقنهم بما يشتبه أنه نسخة مزيفة من دواء أفاستين الذي تنتجه شركة روش السويسرية لفائدة مرضى سرطان القولون والمستقيم وغيره من سرطانات النقيلي، فيما أدانت الشركة بشدة "عملية التزوير" التي طالت العقار غير المخصص أصلا لعلاج اعتلال الشبكية. ويعيش مستفى 20 غشت بالدار البيضاء التابع للمستفى الجامعي ابن رشد، حالة استفار، بعد إصابة حوالي 16 شخصا بالعمى نتيجة محلول تم حقنه لمرضى ضعاف البصر بقسم طب العيون. ووفق مصادر مطلعة، فإن شخصين اكتشفا أنها أصيبا بأعراض العمى مباشرة بعد تلقيهم دواء أفاستين، ليتم استدعاء باقي الأشخاص الذين تلقوا نفس الحقنة، حيث تبين أنه لديهم نفس الأعراض. وأفادت أسر متضررين أنهم تفاجؤوا بعدما دخل ذويهم بشكل طبيعي لتلقي علاجهم الروتيني، لكن هذه المرة بدأت تظهر عليهم أعراض العمى، قبل أن يصابوا بالعمى. وعلمت جريدة "العمق"، أن مستفى 20 غشت يعيش حالة استنفار وتم فتح تحقيق داخلي للوقوف على ملابسات هذه "الفضيحة الصحية" التي تسببت في إصابة 16 شخصا بينهم طفل. في السياق ذاته، أوردت مصادر أنه تم السماح بعد ذلك لخمسة أشخاص مصابين بالعودة إلى منازلهم، بعدما تبين أنهم يتماتلون للتعافي، بينما يخضع باقي المصابين لبروتوكول علاجي، في انتظار ما سيسفر عنه التحقيق الداخلي. شركة روش تندد لم يكن المرضى المغاربة الذين أصيبوا بالعمى بعد تلقيهم لدواء أفاستين بمستشفى 20 غشت بالبيضاء، هم أول ضحايا عملية التزييف التي طالب هذا العقار، إذ فقد العشرات من الأشخاص في باكستان بصرهم بعد حقنهم بما يشتبه في أنه نسخة مزيفة من دواء أفاستين الذي تنتجه شركة روش. ووفقا لوسائل إعلام محلية في إقليم البنجاب، فإن زهاء 68 شخصا كانوا يعاون من اعتلال الشبكية السكري قد تلقوا علاجا باستخدام عقار أفاستين (بيفاسيزوماب) أسفر عن إصابتهم بالعمى، مما دفع دفع الحكومة إلى فرض حظر مؤقت على مبيعات وتوزيع هذا الدواء بانتظار إجراءات فحوصات الجودة،حيث تم التعرف على شخصين مرتبطين بشركة تقوم بتوزيعه في باكستان، حيث تم توجيه الاتهام إليهما، لكنهما في حالة فرار. إلى ذلك، قالت شركة روش السويسرية في بيان عبر البريد الإلكتروني إنها "تدين بشدة العمل الإجرامي المتمثل في التزوير"، مؤكدة أنها تبذل "كل ما في وسعها للتعاون مع السلطات لحماية المرضى من المنتجات المقلدة". وأضافت روش: "لم تتم الموافقة على استخدام أفاستين في العين"، مؤكدة أن "الأدوية المزيفة تشكل خطراً صحياً على المرضى لأن محتواها قد يكون غير فعال ويحتوي على مكونات ضارة". يشار إلى أنه تمت الموافقة على عقار أفاستين في جميع أنحاء العالم لعلاج أنواع مختلفة من السرطان بفضل قدرته على منع نمو الأوعية الدموية الجديدة التي تغذي الأورام. وقد دفعت هذه الآلية المضادة لعامل نمو بطانة الأوعية الدموية (VEGF) العديد من الأطباء إلى استخدام الدواء خارج نطاق النشرة الطبية لعلاج بعض أمراض العيون، بما في ذلك اعتلال الشبكية السكري.