قام وزير الشباب والثقافة والتواصل محمد المهدي بنسعيد، يومي الخميس والجمعة، بزيارات ميدانية لعدد من المآثر والمواقع التاريخية بأقاليم ورزازات التي تضررت جراء الزلزال المؤلم يوم 8 شتنبر 2023. وتدخل هذه الزيارة، تنفيذا للتعليمات الملكية السامية للملك محمد السادس، في أعقاب جلسات العمل التي ترأسها الملك. وهكذا، فقد قام بنسعيد مساء أمس الخميس، بحسب بلاغ للوزارة، بزيارة لقصبة أيت بنحدو بإقليم ورزازات، والمنصفة تراث عالمي لليونيسكو، قبل أن يزور قصبة تاوريرت بوسط مدينة ورزازات إثر تعرضها لعدد من الشقوق يتم حاليا إجراء الدراسات من أجل إعادة ترميمها. وأضاف البلاغ، أنه بإقليم الحوز، زار المسؤول الحكومي، مسجد تينمل التاريخي، والذي تعرض لأضرار جسيمة إثر هذه الكارثة الطبيعية، ذلك أنه كان في طور الترميم في إطار برنامج مشترك بين قطاع الثقافة وقطاع الأوقاف والشؤون الإسلامية. وأشار المصدر ذاته، إلى أنه تم الوقوف على حجم الأضرار بمسجد تينمل، واللقاء مع الساكنة المجاورة، خصوصا وأن المنطقة محاذية للجماعة القروية ثلاث نيعقوب وغير بعيدة عن جماعة إيغيل. وفي أعقاب هذه الزيارة، يضيف المصدر ذاته، تقرر أن تبدأ الدراسات اللازمة انطلاقا من يوم الإثنين المقبل، والشروع في إعداد مشروع ترميم مسجد تينمل الذي يحمل حمولة تاريخية كبيرة. ووفقا للبلاغ، فقد شملت زيارة بنسعيد كذلك مدينة مراكش، حيث قام رفقة والي الجهة، وعدد من مسؤولي الإدارتين المركزية والترابية لقطاع الثقافة بزيارة لقصور الباهية والبديع وقبور السعديين. مآثر ومعالم مدينة مراكش شهدت تضررا كذلك وهو ما وقف عليه الوزير بنسعيد قصد مواصلة العمل الذي انطلق مباشرة بعد الزلزال ويهم ترميم وتأهيل المواقع التاريخية والأثرية بالمدنية. وخلال هذه الزيارة، تم التأكيد على أن إعادة ترميم المواقع التاريخية تبقى ضرورية، تنفيذا للتعليمات الملكية السامية، كما أن هذه العملية وما لحق المواقع الأثرية والتاريخية لن يغلقها، وتقرر الإبقاء على قصور البديع والباهية وقصور السعديين، مفتوحة بشكل جزئي أمام زوار مدينة مراكش المغاربة والأجانب. وبإقليم تراودانت، قامت الكاتبة العامة لقطاع الثقافة سميرة مالزي، إلى جانب عدد من الخبراء بزيارة أسوار المدينة القديمة لتارودانت وباب الخميس، والتي شهدت هي الأخرى تضررا جراء الزلزال المؤلم. وسيواصل قطاع الثقافة، زياراته الميدانية واجتماعاته على المستويين المركزي والترابي، لتقييم الأضرار وإعداد برنامج متكامل لبدء أشغال الترميم والتأهيل، كما سيتم تعبئة جميع الموارد البشرية المختصة من مهندسين معماريين، وباحثين في مجال التراث والآثار التابعين للقطاع، لتقديم الدعم والمواكبة للأقاليم المتضررة، وذلك تنفيذا للتوجيهات السامية للملك محمد السادس.