أثار إعلان رئيس الجزائر عبد المجيد تبون من داخل الجمعية العامة للأمم المتحدة عزم بلاده تحلية 1,3 مليار متر مكعب من مياه البحر يوميا، موجة سخرية واسعة في مواقع التواصل الاجتماعي، نظرا لضخامة الرقم الذي أعلنه تبون وكذا لاستحالة تحقيقه. ومن غرائب الصدف أن الرئيس الجزائري اختار الرقم ذاته الذي سبق للمغرب الإعلان بالتطلع للوصول إليه في غضون سنة 2030 معدل سنوي لتحلية مياه البحر، غير أنه رفع السقف عاليا وقال إن الجزائر ستقوم به يوميا. وكما هو معلن منذ بداية العام الجاري، فإن المغرب يطمح إلى توفير حوالي 1,3 مليار متر مكعب من الماء الشروب والمياه الموجهة للسقي في أفق سنة 2030، من خلال محطات معالجة مياه البحر التي تم إنشاؤها، والمحطات المبرمجة. وقال تبون في كلمته أمام أنظار الجمعية العامة للأمم المتحدة "فإن بلادي انطلقت في برنامج تحلية مياه البحر، وسنصل مع نهاية سنة 2024 إلى إنتاج مليار و300 مليون متر مكعب يوميا إن شاء الله". وعرف مقطع حديث تبون عن تحلية مياه البحر منذ الساعة الأولى لبثه، انتشارا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي مصحوبا بعبارات تهكمية، من قبيل "تبون سيسرع بتجفيف البحر الأبيض المتوسط وربط القارتين الإفريقية والأوروبية"، و"هل سيحقق تبون حلم الألمان ويقوم بتجفيف البحر الأبيض المتوسط؟". وعلق الناشط السياسي والإعلامي الجزائري سعيد بن سديرة ساخرا عبر مقطع نشره في حسابه على "تيكتوك" إن "تبون يحوس البحر ينشفو، تروح تمشي إلى مرسيليا على الأقدام"، وتابع "عندما تسمع كلام مثل هذا وترى الأخرين يسخرون منا تكفر وتأكل المحرمات وتذهب إلى جهنم". وقال معلق آخر ساخر في فيديو مصحوب بالأغنية الشهيرة للفنانة المغربية نجاة عتابو "هادي كذبة باينة"، "1 لتر من ماء البحر فيه 35 غراما من الملح، لتحلية مليار و300 متر مكعب لازم تخرج منو جبل توبقال ملح يوميا أو تزيد فيه الهيمالايا ديال السكر". وبعملية حسابية بسيطة فإن الرقم الذي تحدث عنه تبون يصل إلى مائة ضعف عما يحتاجه كل المواطنون الجزائريون، إذ تتحدث الدراسات عن حاجة كل فرد من 150 إلى 300 لتر من الماء يوميا، وبأخذ القيمة القصوى للحاجيات السكانية فإن الجزائر التي يقارب عدد سكانها 44,18 مليون نسمة لن تتعدى حاجتهم اليومية 13,2 مليون متر من الماء كحد أقصى. أما الرقم الذي تحدث عنه الرئيس الجزائري فمعناه تحلية 474 مليار متر معكب من الماء سنويا، وهو ما يوازي 63 ضعفا لمخزون الجزائر من المياه الجوفية وفق الأرقام المعلنة من وزارة الري الجزائرية والتي تشير إلى توفر الجزائر على مخزون من المياه الجوفية سعته 7,5 مليار متر مكعب. وتؤكد الدراسات الجزائرية، وفق موقع "الجزيرة.نت" حاجة البلاد إلى حوالي 20 مليار متر مكعب من المياه سنويا، أي أقل بكثير من الرقم الذي أعلنه عبد المجيد تبون أمام أنظار الجمعية العامة للأمم المتحدة (474 مليار متر مكعب).