دعت الفيدرالية المغربية لناشري الصحف والفيدرالية المغربية للإعلام مختلف المنابر الإعلامية إلى التحلي بالمهنية والوطنية في مواكبة الأحداث المرتبطة بالزلزال المدمر الذي ضرب منطقة الحوز وأودى بحياة حوالي 3000 شهيد. جاء ذلك على هامش اجتماع تنسيقي وتشاوري بين وفدين يمثلان الفيدرالية المغربية لناشري الصحف والفيدرالية المغربية للإعلام، برئاسة رئيسي المنظمتين المهنيتين، على التوالي، محتات الرقاص وكمال لحلو. وشددت الهيئتان المهنيتان على ضرورة الحضور المهني والوطني القوي من مختلف الصحف المكتوبة والإلكترونية والإذاعات، وكل وسائل الإعلام الوطنية، ومجموع الصحفيات والصحفيين المغاربة، والحرص على إنجاز عملهم ودورهم المهني الإخباري والتوعوي ضمن قواعد أخلاقيات المهنة، وبكل نزاهة ومسؤولية. كما أوصت "بالتصدي بقوة للأخبار الزائفة والإشاعات وأفكار الخرافة والدجل والترويع والمغالطات، وذلك دون نسيان القيام بدور التحسيس والتعبئة وسط شعبنا للمساهمة في مبادرات الدعم والمساندة والتبرع، انتصارا لوطننا، ومن أجل التخفيف من حدة الفاجعة على ساكنة المنطقة، والدفاع عن صورة بلادنا وسيادتها الوطنية". كما جددت الهيئتان النداء لكل المقاولات الصحفية، المكتوبة والإلكترونية والمسموعة، العضوة في صفوفهما، لكي تساهم في الحملة التضامنية الوطنية لمساندة سكان المناطق المنكوبة ولإعادة الإعمار، وذلك على مستوى التبرع المالي، ومن خلال الدور المهني المطلوب. كما استحضرت الفيدراليتان مختلف المبادرات والقرارات التي أقدم عليها الملك محمد السادس في سياق هذه الظروف القاسية، والإجراءات الميدانية والعملية التي أمر بإعمالها، في إطار الإنقاذ والإغاثة والدعم، وأيضا ضمن الاستعداد لإعادة البناء والإعمار وإسناد سكان المناطق المنكوبة. وعبرا أيضا عن الاعتزاز والتنويه بكل المبادرات التي تقودها جمعيات المجتمع المدني ومختلف الهيئات الوطنية، وأساسا الالتفاف الشعبي التلقائي والواسع لمساعدة ساكنة مناطق الزلزال، مشيدتان بالتعبئة الشعبية الرائعة التي جسدها الشعب المغربي ترسيخا لقيم المغاربة، وضمن التلاحم الوطني الذي يبديه دائما المغاربة في المحطات الكبرى. كما جددت الفيدراليتين النداء إلى الجسم المهني الوطني، وخصوصا إلى فئة الناشرين والمؤسسات الصحفية، بضرورة وأهمية العمل الجماعي لتجاوز واقع التشرذم غير المبرر، والسعي المشترك لبناء توافقات وأرضيات إيجابية للعمل المشترك، ولترسيخ وحدة الجسم المهني المغربي. كما تتمنى الفيدراليتين، وفق البلاغ ذاته، أن تبادر الحكومة إلى فتح حوار جاد ومنتج بين مكونات المشهد المهني الوطني دون تهميش أو إقصاء أو إبعاد أي تنظيم يمتلك تمثيلية فعلية وحقيقية، والحرص على إشراك الجميع، وصيانة التعددية التي تمثل افتخارا حقيقيا لبلادنا في كل المجالات. وبخصوص مآل مؤسسة التنظيم الذاتي (المجلس الوطني للصحافة)، جددت الفيدراليتان التعبير عن الأسف للصيغة التي صارت إليها أموره، وهو ما نجم عنه اليوم، وفق المصدر ذاته، الكثير من الغموض والحيرة والشك، كما جددوا دعوة الحكومة إلى فتح تشاور عاجل وجدي مع المنظمات المهنية حول التصور المستقبلي لنظام الدعم العمومي. وأكدت الهيئتان ضرورة السعي لإعداد صيغة تحضى بتوافق الجميع، وذلك لكي تكون دعامة لتأهيل حقيقي للقطاع، ومناسبة لنبذ الفرقة بين المهنيين، والتأسيس، من خلال ذلك، لبناء مسار مختلف ينتصر لوحدة الجسم المهني والارتقاء بأوضاع الموارد البشرية واستقرار مقاولات القطاع وتطوير حرية الصحافة وإشعاع التعددية. وفي ختام هذا الاجتماع التشاوري، اتفقت الفيدرالية المغربية لناشري الصحف والفيدرالية المغربية للإعلام على تقوية هذا التنسيق الثنائي وعقد لقاءات أخرى مقبلة، وأيضا مد اليد لباقي المنظمات والهيئات المهنية للعمل معا من أجل المساعدة على وحدة الجسم المهني.