في الوقت الذي يطمح فيه كثيرا من الفاعلين الاجتماعيين والثقافيين،والسياسيين بالدول العربية والإسلامية لتنمية حقيقية في جميع مجالات الحياة،وإصلاح شامل على عدة مستويات نلاحظ أنه توجد معيقات كثيرة تحول دون تقدم وتنمية ثقافية و سوسيو اقتصادية حقيقية بالبلدان العربية وأفريقيا، والشرق الأوسط فما هي هاته المعيقات ؟ وكيف يمكننا تخطيها ؟ وما هي الآفاق المستقبلية للتنمية بالدول العربية والإسلامية ؟ وقعت عدة تغيرات في العالم العربي والإسلامي منذ 2011 إلى اليوم بعد الثورات العربية التي أسقطت بعض الأنظمة السياسية التي عمرت طويلا في كل من تونس ومصر وليبيا واليمن...إلخ ورغم استبشار ساكنة العالم العربي والإسلامي بها بسبب الظلم والقهر الذي لحقهم بسبب كثرة الفساد،والاستبداد إلا أنه قد حدثت ثورات مضادة، وتم الإنقلاب على الشرعية في بعض الدول العربية كما حدث في مصر وتونس...إلخ ورغم المطالب الكثيرة لساكنة الدول العربية،والإسلامية على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والثقافي،والسياسي منذ 2011 إلى اليوم إلا أنه لم يتحقق منها إلا القليل،وترجع أسباب ذلك لغياب مبادرات حقيقية لتحمل مسؤولية الإصلاح الشامل على جميع المستويات، ورغم كثرة الوعود والمفاوضات إلا أنه بعد هدوء العاصفة تم التراجع على كثير من المكتسبات حيث نلاحظ عدم احترام الحريات العامة،وحقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير في العالم العربي والإسلامي خاصة في مصر والسعودية وتونس. وللإشارة فالوضع الإجتماعي في كثير من الدول العربية والإسلامية شبه كارثي ولا يسر ،ونسبة كبيرة من الساكنة تعيش على عتبة الفقر،وبالكاد يجد أفراد الساكنة جزء من ضروريات الحياة، وأصبحت المعاناة سمة مشتركة وبارزة عند شريحة مهمة من الساكنة بسبب الغلاء الفاحش في جميع السلع المعروضة للبيع، وأغلب المنجزات التي تحققت في العالم العربي والإسلامي ليست كبيرة بسبب كثرة الديون الخارجية الشيء الذي جعل الدول المتقدمة،والكبرى تتدخل باستمرار في الشؤون الداخلية للدول العربية والإسلامية باستمرار خاصة في عهد الرئيس الأمريكي السابق،باستثناء تركيا وقطر اللذين حرص صناع القرار فيهما على تقوية اقتصادهما. ومن معيقات التنمية الاقتصادية بالدول العربية والإسلامية هو ضعف الإستثمار الأجنبي داخل هذه الدول بسبب عدم الاستقرار الموجود داخل بعض الدول العربية مثل سوريا والعراق، وفلسطين واليمن وتونس..إلخ ورغم جميع الإكراهات والمعاناة،والمحن فلازالت الرابطة التي تجمع أكثر من 20 دولة عربية،وإسلامية قوية وموجودة بحكم أنها تتكلم لغة واحدة وقبلتها واحدة،وتعبد ربا واحدا ولها تاريخ مشترك وجغرافية تقرب بينها المسافات.. قال د.يوسف القرضاوي رحمه الله:"بأن التخلف وتزوير الانتخابات كبيرة من كبائر الذنوب" لذلك فبعد الربيع العربي تم إسقاط كثيرا من رموز الفساد،والاستبداد في عدة دول عربية وإسلامية، وحصلت تغييرات سياسية ودستورية،وتم شرعنة قوانين تتطلع لواقع أفضل لطمأنة الساكنة كي يعم الإستقرار، ويسود السلم والأمن اجتماعي. ورغم كل ذلك فالتغيير الحقيقي يمكن أن يحصل إذا تقدمت عقليات الساكنة وأكمل كل فرد فيها دراسته إلى النهاية وأصبح مدمنا على القراءة في تخصصه ليقوم بواجباته ويطالب بحقوقه، وعندما يسود العدل والقسطاس بجميع مؤسسات وادارات الدولة بالمدن والقرى،والجهات بجميع الدول العربية والإسلامية،ويتم توسيع هامش حرية الرأي والتعبير، وتحترم الحريات العامة وحقوق الإنسان ويتم احترام خصوصياتنا الثقافية والدينية فسنسير في الطريق الصحيح. شيء جميل أن يكون التداول على المسؤولية وإشراك جميع الأعضاء العاملين حاضرا بقوة داخل الأحزاب السياسية وشبيباتها، وجمعيات المجتمع المدني بالدول العربية والإسلامية، ويستحسن أن تقوم بدورها في تأطير المواطنين،وتعاني الساكنة منذ عدة سنوات بسبب كورونا والحروب بعدة دول، وبسبب كثرة الضغوط وصعوبة الحصول على الحقوق مثلما هو موجود بالدول المتقدمة. ضروري من إعمار جميع الدول العربية والإسلامية التي عانت من ضعف الإستقرار بسبب الصراع على السلطة مثل ما لاحظنا في سوريا واليمن..إلخ،وعندما تكون حكامة في تسيير صناع القرار بالدول العربية والإسلامية وتكون المصلحة العامة هي الاولوية الأولى..والعاشرة وتعمق الدول العربية والإسلامية استقلالها وتدافع عن مصالحها بعدة طرق وتتوقف عن التبعية للشرق أو للغرب حينذاك سنتصالح مع تاريخنا وستعود الأمجاد والعزة للشعوب العربية والإسلامية،و لصناع القرار بهاته الدول. في ظل توتر الأجواء واحتدام الصراع الذي كان موجودا في عدة دول عربية وإسلامية،ودخول مرتزقة لهذه الأخيرة كما حصل في ليبيا وسوريا والعراق واليمن،ولبنان لاحظنا أن بعض أعداء الإسلام تم زرعهم كإرهابيين متطرفين داخل عدة دول عربية،وإسلامية من أجل تجفيف منابع السنة وتشويه صورة المسلمين المعتدلين،وذلك بشهادة وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة وكل غدرهم وتآمرهم باء بالفشل،وللأسف في عهد الرئيس الأمريكي السابق تم الضغط على عدة دول عربية وإسلامية خارج جميع الأعراف،والقوانين الدولية لتقبل بالتطبيع مع العدو الصهيوني الذي زرع في قلب الأمة العربية والإسلامية منذ عدة عقود. ورغم محنة كورونا التي هي صنع بشري وليست قدرا إلهيا إلا أنه تمت السيطرة عليها بعد أن مات تقريبا 6893420 فرد في العالم بسببها،وأدت حرب روسيا على أوكرانيا إلى تحالف أوروبا وأمريكا ضد روسيا وذلك أثر على العالم بأسره وسبب غلاء عام في جميع السلع المعروضة للبيع خاصة أن الهدف من هذه الحرب المعلن والخفي أن تفرض كل دولة نفسها كي تكون منافسا قويا للقوى الدولية. يتوجب أن تحصل مصالحة وطنية في كل دولة عربية وإسلامية على حدة ولا يمكن محاربة الفقر و الإقصاء الإجتماعي إلا إذا تم تنزيل عدالة اجتماعية واقتصادية،ومجالية حقيقية بالمدن والقرى والجهات بالدول العربية والإسلامية،وتم تقسيم ثروات البلدان العربية وأفريقيا والشرق الأوسط على جميع الساكنة بالتساوي ولم تبق حكرا على البورجوازيين فقط، تشجيع الإستثمار العربي والأجنبي داخل البلدان العربية والإسلامية رهين بالإستقرار السياسي داخل هذه البلدان،وسيحصل ذلك بإلزام الدول المتقدمة باحترام خصوصياتنا الثقافية والدينية بحكم أنها مصدر تلقينا ولا يعلو عليها أي شيء،لا يريد أن يفهم صناع القرار بالدول المتقدمة أن الشعوب العربية والإسلامية ترفض جملة،وتفصيلا أي شيء يخالف الدين الإسلامي والموروث الثقافي،وهدفنا من العيش في الدنيا هو رضا الله والتزود بالتقوى والاعمال الصالحة والخالصة للآخرة قال الله تعالى:"،وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون".. كما أن النظرة الإستعلائية للدول الغربية بالنسبة للدول العربية والإسلامية لم تعد مجدية لوجود طاقات،وكفاءات وناسا متعلمين جدا وخبراء بهذه الأخيرة،وبالتالي فالحل الأمثل أن يكون حوار الحضارات والثقافات بدل صدامها،وجدير بالذكر أن نقول بأن التضييق على الحريات العامة وحقوق الإنسان بمصر والسعودية، وتونس يدل على محدودية تفكير صناع القرار بهذه الدول التي تدعي احترام الحريات العامة وحقوق الإنسان في المحافل الدولية،والأمم المتحدة بينما تضيق حرية الرأي والتعبير وتنتقم من المخالفين الذين يعبرون عن وجودهم.. يمكن للدول العربية والإسلامية أن تقوي الروابط بينها وأن تحل بعض المشاكل المفتعلة بينها،وتذيب الخلافات بتدخل جميع الفرقاء والحكماء وبالحوار والتواصل الفعال،والتجاوز وسعة صدر صناع القرار بهذه الدول،وعليهم أن يسمعوا لصوت الحكمة والعقل فقط،وحسن الجوار وعدم تدخل كل دولة عربية إسلامية في شؤون الأخرى سبيل التسوية المتعقلة للنزاعات والخلافات..ورجال الفكر والفن والثقافة،والناس المتعلمين جدا قادرين على تقريب وجهات النظر ونشر التفاؤل،والطمأنينة بين جميع الشعوب العربية والإسلامية. ولا يخفى على الباحثين المؤهلات الطبيعية والبشرية الكبيرة التي تتميز بها الدول العربية والإسلامية والتي يمكن تحويلها لنقط قوة، ولابأس بعقد شراكات اقصادية شمال- جنوب وذلك سيجعل اقتصادات الدول العربية والإسلامية تتعافى شريطة أن تؤدي الشركات الكبرى المواطنة بالدول العربية،والإسلامية مديونيات هذه الدول لصندوق النقد والبنك الدوليان مقابل تخفيضات ضريبية ومساعدات إدارية.