تستعد الفضاءات الداخلية لقصبة "أكادير أوفلا" المصنفة ضمن التراث الوطني، للافتتاح مطلع الصيف المقبل، بعدما أعاد لها برنامج التنمية الحضرية لأكادير 2020-2024، شموخها. وأكد عبد الكريم أزنفار، المدير العام لشركة التنمية السياحية بجهة سوس ماسة، في تصريح لجريدة "العمق"، أن أشغال مشروع تأهيل قصبة "أكادير أوفلا" بلغت مراحلها النهائية،(حوالي 96 في المائة)، مشيرا إلى أن الافتتاح الرسمي لهذه المعلمة سيأخذ بعين الاعتبار كل الملاحظات التي قدمتها الوفود والشخصيات التي زارت هذا الأثر التاريخي. وأوضح أزنفار، أن زيارة الفضاءات الخارجية للقصبة التي تم افتتاحها قبل سنة، ستبقى مفتوحة أمام العموم، فيما ستكون الزيارة الداخلية الداخلية للقصبة بتعريفة تراعي القدرة الشرائية للمواطن المغربي. وسبق لذات المسؤول الجهوي، أن أبرز بأن التكلفة الإجمالية لترميم هذه القصبة بلغت 120 مليون درهم، مشيرا إلى أن أشغال التهيئة انطلقت منذ يونيو 2020، وشملت إنجاز مجموعة من الحفريات الأثرية، فضلا عن تهيئة الأسوار الخارجية للقصبة وإحداث عدد من المسارات الخشبية التي ستمكن الزوار من التجول داخل هذا الموقع الأثري مع احترام خصوصيته كمقبرة جماعية لضحايا زلزال أكادير 1960. وأضاف المدير العام لشركة التنمية السياحية بجهة سوس ماسة آنذاك، أن المشروع يشمل أيضا تهيئة المسارات الخارجية، ومساحات خضراء تضم مختلف النباتات الطبيعية المميزة لخصوصية المنطقة. جدير بالذكر، أن قصبة أكادير أوفلا، التي تقع على قمة جبل يعلو عن سطح البحر بحوالي 236 مترا، تم تشييدها في عهد السلطان محمد الشيخ السعدي عام 1540 م. ودُمّرت هذه القصبة جراء الزلزال الذي ضرب مدينة أكادير عام 1960، حيث حول القصبة إلى ما يشبه مقبرة جماعية وأطلال لهيكل يخفي تحت ترابه وأحجاره آثار حضارة عريقة وتاريخ مجيد يمتد قرابة خمسة قرون. وكانت هذه المعلمة التاريخية، قبل الزلزال، تتكون من سور خارجي مدعم بالأبراج وله باب مصمم بشكل ملتو وذلك لأغراض دفاعية، ومسجد كبير، ومستشفى، ومبنى الخزينة والبريد، كما تضم منازل وأزقة وساحات صغرى وملاح لليهود، بالإضافة إلى عدد من الأضرحة؛ من أهمها ضريح "سيدي بوجمعة أكناو" خاص بطائفة كناوة وضريح ل"الة يامنة".