فوق قمة جبلية مطلة على مدينة أكادير، تقع قصبة أكادير أوفلا الشهيرة. تشكل تضاريسي يعلو عن سطح البحر ب236 مترا لا ينازعه في الشهرة سوى شواطئ المدينة الذهبية والصيت العالمي لشجر الأركان المنتشر في الغابات المحيطة. تحكي القصبة التي شيدها السلطان محمد الشيخ السعدي عام 1540م أمجاد وبطولات الدولة السعدية ضد البرتغاليين اللذين اتخذوا أسفل الجبل مستعمرة منذ عام 1470م وأنشئوا بها حصنا وأبراجا للمراقبة، ما دفع السلطان محمد الشيخ السعدي إلى تشييد القصبة وإحاطتها ببروج وصقالات ونصب عشرات المدافع. ذات ليلة باردة من شهر فبراير 1960 ستشهد المدينة زلزالا عنيفا حول القلعة إلى أطلال ومقبرة جماعية للعشرات من ساكنيها، غير أنه و بطريقة ما استطاع سورها الصمود ليبقى شاهدا على قيام حضارة عريقة أبدعت في فن العمارة والتشييد. رغم الرمزية التاريخية للمكان إلا أن جولة سريعة في أرجاء القلعة اليوم كافية لإظهار مدى الإهمال الذي طال أسوارها وأبوابها التي كانت إلى عهد قريب شاهد عيان على بسالة أبناء عاصمة سوس في مواجهة الاستعمار البرتغالي. فالقصبة التي تمنح لزوارها منظرا بانوراميا لخليج مدينة أكادير تفتقد للحد الأدنى من المرافق الجاذبة للسياح المحليين والأجانب، إذ لا تتوفر إلا على دليل استئناسي يقدم معلومات قليلة حول المعلمة التاريخية الوحيدة بالمدينة. كما أن القصبة أضحت مرتعا لمعاقرة الخمرة وهدفا لهوائيات شركات الاتصالات وفضاء لرمي الأزبال. ويرتقب أن تعرف “أكادير أوفلا” أشغال تأهيل وذلك بعد مصادقة المجلس الجماعي لأكادير على مشروع اتفاقية شراكة بخصوص ترميم وإعادة الاعتبار للقصبة. وصادق المجلس الجماعي لأكادير، خلال دورة يوليوز الاستثنائية ، على مشروع اتفاقية شراكة بخصوص ترميم وإعادة الاعتبار لقصبة “أكادير أوفلا”، وبغلاف مالي قدره 30 مليون درهم، تجمع وزارة الثقافة وولاية جهة سوس ماسة والمجلس الجماعي وجمعية إيزوران وجمعية السكان الأصليين لأكادير إغير. تفاصيل حول هذه الاتفاقية في سياق الروبورتاج التالي.