بعد الاحتجاجات التي شهدها المغرب تنديدا بتصريحات الأمين العام للأمم المتحدة، نظم لاجئون فلسطينيون وقفة أمام مقر تابع للأمم المتحدة في العاصمة اللبنانيةبيروت، اليوم الأربعاء، احتجاجا على تقليص الخدمات التي تقدمها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيينالأممية (أونروا) لهم. وتستبق هذه الوقفة الاحتجاجية زيارة يجريها الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إلى بيروت، غدا الخميس. وحسب مراسل "الأناضول"، تجمع المئات من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان أو الفارين من جحيم القتال في سوريا أمام مقر لجنة الأممالمتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الاسكوا) وسط بيروت. وجاءت هذه الوقفة، اليوم، استجابة لدعوة من بعض الفصائل والحركات الفلسطينية، وعلى رأسها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ومنظمة التحرير الفلسطينية. وحمل المحتجون الأعلام الفلسطينية، ولافتات تطالب بزيادة الخدمات التي تقدمها "أونروا" للاجئين الفلسطينيين، وكتب عليها عبارات من قبيل: "الأونروا في الثراء وفلسطينييسوريا في العراء"، و"استمرار عمل الأونروا يخدم قضية اللاجئين الفلسطينيين"، و"نريد العودة إلى أرضنا" و"نرفض تخفيض الخدمات الصحية". كما تم رفع لافتتين كبيرتين كتب على واحدة "نطالب الأونروا بالإبقاء على برنامج الطوارئ، الإعمار، الاستشفاء، الإيجارات لحين إعمار مخيم نهر البارد" (شمالي لبنان). بينما حملت اللافتة الثانية عبارة: "نرفض بشكل قاطع كل إجراءات الأونروا الأخيرة، ونطالب الدول المانحة بالوفاء بالتزاماتها تجاه إعمار مخيم نهر البارد". وكان مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين تعرض إلى التدمير نتيجة المعارك التي دارت بين الجيش اللبناني ومنظمة "فتح الإسلام" بين عامي 2007 و2008، ويشهد المخيم، حاليا، إعادة إعمار بطيئة، وما زال العديد من سكانه خارجه. ومؤخرا، أصدرت إدارة "أونروا" في لبنان قرارا باعتماد نظام استشفائي جديد للاجئين الفلسطينيين عبر تخفيض مستوى تغطية الوكالة للحالات المرضية والاستشفاء. وحول هذه الوقفة الاحتجاجية، قال أحمد عبد الهادي، نائب المسؤول السياسي لحركة "حماس" في لبنان، إن القوى الفلسطينية استمرت في "التحركات الاحتجاجية ضد تقليصات الأونروا؛ لأننا لم نلمس أي تجاوب من إدارة الوكالة لمطالب الشعب الفلسطيني"، معتبرا أن ما يحصل هو "التفاف وتضليل لا نقبله" في إشارة إلى قرار "الأونروا" تعليق العديد من مساعداتها للاجئين. وأوضح عبد الهادي، في تصريحات ل"الأناضول": "لا نتحدث عن الاستشفاء فقط وإنما نتحدث عن حزمة متكاملة لها علاقة بالاستشفاء والتعليم والإغاثة والنازحين من مخيمات سوريا، وأيضا عن برنامج الطوارئ الخاص بمخيم نهر البارد". واستقبل لبنان نحو 1.1 مليون لاجئ سوري مسجلين رسميا لدى المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة، بينهم أكثر من 50 ألف فلسطيني من لاجئي سوريا. وحول الهدف من الوقفة، قال عبد الهادي: "نحن هنا لكي نستقبل بان كي مون، الذي يصل إلى لبنان غدا، ونوصل له صوتنا، ليس احتجاجا على زيارته، وإنما استقبالا له لكي يسمع صوت الشعب الفلسطيني، ونحمله أمانة هي: أن يدفع باتجاه تأمين ميزانيات ثابتة من الأممالمتحدة" ل"الأونروا". وأضاف: "نريد ميزانية ثابتة من الأممالمتحدة للأونروا؛ حتى تستمر في تقديم كل الخدمات والإغاثة والتوظيف والتشغيل لشعبنا الفلسطيني". من جهته، قال صالح يوسف، عضو المكتب السياسي ل"منظمة التحرير الفلسطينية": "سيأتي الأمين العام للأمم المتحدة، ويقوم بزيارة لمخيم نهر البارد، وهذا إنجاز كبير للشعب الفلسطيني، كونه (يقصد: كي مون) أعلى هيئة أممية تزور المخيمات خاصة في هذه الأوقات". وأضاف يوسف، ل "الأناضول": "سنسلم بان كي مون مذكرة تتضمن كل المطالب الفلسطينية المحقة، ومن ضمنها الإسراع بإعمار مخيم نهر البارد كونه يشكل دعما لنضال الفلسطينيين من أجل حق العودة؛ لأن كل أطياف الشعب الفلسطيني ترفض التوطين والتهجير، وتتمسك بحق العودة إلى أرض فلسطين".