أعلن الزعيم الديني الشيعي البارز مقتدى الصدر الجمعة تجميد غالبية نشاطات التيار الصدري، أحد أبرز التيارات السياسية في العراق، لمدة "لا تقل" عن عام. أعتاد الصدر الذي ينادي باستمرار لمحاربة الفساد السياسي أن يفاجئ أنصاره وخصومه بقرارات عبر مواقع التواصل الاجتماعي. فخلال العام الماضي كان قد اعلن انسحابه من الحياة السياسية. يحظى الصدر بقاعدة شبعية واسعة بفضل تراث عائلته التي تنتمي الى سلالة النبوة، ولديه مئات الآلاف من الأنصار الذين يطيعون أوامره، نصرة لوالده الذي اغتيل على يد نظام صدام حسين عام 1999 وما زالت ذكراه تحظى باحترام واسع من قبل غالبية الشيعة. قال الصدر في تغريدة على موقع تويتر "أن أكون مصلحاً للعراق ولا أستطيع أن أصلح (التيار الصدري) فهذه خطيئة. وأن أستمر في قيادة (التيار الصدري) وفيه (أهل القضية) وبعض الفاسدين وبعض الموبقات، فهذا أمر جلل". يأتي أعلان الصدر، بعد تداول عراقيين ومنصات اعلامية على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو منسوبًا لأحد مؤيدي جماعة غامضة تطلق على نفسها "أنصار القضية" دعا خلاله إلى "حملة اعلان البيعة للإمام الموعود المنتظر السيد مقتدى الصدر"، في أشارة الى الأمام الغائب المهدي الذي يأمل الشيعة عودته. لذلك قرر الصدر في التغريدة أن "من المصلحة تجميد التيار أجمع ما عدا صلاة الجمعة وهيئة التراث و(براني السيد الشهيد)، لمدة لا تقل عن سنة". وتمارس هيئة التراث نشاطات ثقافية دينية، ويطلق الشيعة تسمية "براني" على بهو واسع قرب مبنى مرقد أئمة ورجال الدين البارزين. كذلك "يغلق مرقد الوالد إلى ما بعد عيد الفطر"، الذي يبدأ بعد العشرين من الشهر الحالي ويستمر ثلاثة أيام. من جانبها، قررت محكمة تحقيق الكرخ ببغداد، "توقيف 65 متهماً من افراد عصابة ما يسمى (أصحاب القضية) التي تروج لافكار تسبب اثارة الفتن والاخلال بالأمن المجتمعي"، حسبما نقل إعلام القضاء الأعلى. اتخذت المحكمة قرارها بالتنسيق مع جهاز الامن الوطني كونه الجهة المختصة بالتحقيق.