أصدرت السلطات المحلية لعدد من المدن المغربية، خلال الايام الماضية، مجموعة من القرارات التي تمنع جماهير بعض الأندية من التنقل صوب مدن أخرى لتشجيع فرقها في مختلف المنافسات الكروية. وفي هذا الصدد، أصدرت سلطات طنجة، اليوم الإثنين، قرارا يقضي بمنع التنقل الجماعي لجماهير الوداد الرياضي الذي سينازل اتحاد طنجة ضمن منافسات كأس العرش، الأربعاء المقبل، حيث جاءت هذه الخطوة، من أجل تفادي أعمال شغب ومناوشات بين جماهير الفريقين، ومرور المواجهة في أجواء جيدة. كما قررت سلطات مدينة أكادير منع التنقل الجماعي لجماهير الرجاء الرياضي لمؤازرة فريقها أمام حسنية أكادير، الأربعاء المقبل، لحساب ثمن نهائي كأس العرش، معتمدة في ذلك على عدد من الدوريات والمراسلات الوزارية المتعلقة بوجوب التصدي لظاهرة الشغب بالملاعب الرياضية الوطنية. وأشارت سلطات أكادير أن هذا القرار جاء بناء على قرار اللجنة الإقليمية المنعقدة بتاريخ 21 مارس الماضي بخصوص إجراء المباراة المذكورة بدون جمهور، نظرا لما قد يشكله إجراؤها، وفق المراسلة، بحضور الجمهور من تهديد لأمن العام، على غرار أعمال الشغب التي تلت مباراة الفريقين الأخيرة بالبطولة الاحترافية. وخلفت المباراة الأخيرة بين الفريقين في البطولة المحلية خسائر مادية مهمة، فضلا عن استمرار المشاحنات بين جمهور الفريقين خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي. وفي خطوة مماثلة، قررت السلطات المحلية بمدينة الجديدة، رسميا، منع تنقل جماهير أولمبيك أسفي إلى مدينة الجديدة، وذلك لحضور مباراة الدفاع الحسني الجديدي و أولمبيك أسفي. وستجرى مباراة الدفاع الحسني الجديدي و أولمبيك أسفي يوم الجمعة المقبل، لحساب الجولة 23 من منافسات البطولة الاحترافية، على أرضية ملعب العبدي بمدينة الجديدة. غياب السند القانوني سبق للباحث في السياسات الرياضية، حمزة الكوندي، التأكيد أن قرار منع الجماهير من التنقل لتشجيع أنديتها في مدن أخرى لا يستند لأي سند قانوني وهو غير ملزم لأن عدم تطبيقه لا يترتب عنه أي عقوبة، عكس بعض الدول مثل إيطاليا وفرنسا، حيث ينص قوانين هذه البلدان، على حد تعبيره، على منح السلطات حق إعلان حالة الطوارئ أثناء المباريات لمواجهة أي أحداث شغب أو عنف. وأوضح الكوندي، في تصريح سابق لجريدة "العمق"، أن "الجهات الموكولة لهم حق إصدار قرار المنع، هم أشخاص في الولاية أو غيرها من الجهات التي تصدر قرار فرديا بمنع الجماهير، دون العودة إلى أي لجنة أو مجلس". كما شدد الكوندي على أن قرار السلطات بالمنع هو في الأصل يهدف لمنع التنقل الجماعي وليس الفردي، غير أن الإشكال، على حد قوله، هو ما إن تتنقل للمدينة التي أصدرت قرار المنع حتى تبدأ حملة الاعتقالات ويمنع دخول الأفراد كذلك، حتى وإن لم يكن لهم علاقة بحضور اللقاء ودخول الملعب. وأشار الباحث في السياسات الرياضية إلى أن "جماهير أندية متضررة أصبحت تطالب بعدم تنقلها لجميع مدن المملكة مقابل منع جماهير الفرق المنافسة أيضا من زيارة ملعبها، مشددا على أن "توجه السلطات نحو منع الجماهير يخدم مصالح أندية بعينها، حيث لا تمنع جماهير بعض الفرق رغم علاقتها المتوترة بجماهير فريق مدن معينة". واعتبر حمزة الكوندي أن قرار منع الجماهير سيولد العنف بين الأنصار لما في القرارات المذكورة من "تمييز" بين جماهير على حساب أخرى، حيث ترى هذه الجماهير نفسها "مضطهدة" وتتخذ هذه القرارات في حقها فقط. خطوة استباقية من جانبه، وجه وزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت تعليمات صارمة للولاة والعمال في مختلف مدن المملكة للتحرك بشكل استباقي في مواجهة ظاهرة الشغب، من خلال عدم التردد في إصدار قرارات بمنع تنقلات الجماهير في المباريات التي تشهد تهديدات بحصول أعمال شغب، خصوصا تلك التي تجمع بين فرق سبق أن حصلت مواجهات بين جماهيرها. كما سبق لوزير الداخلية التأكيد على أن السلطات تتجند في المواجهات المحتمل وقوع أحداث شغب فيها، عبر أخذ الاحتياطات اللازمة للحد من تداعياته على الأمن العمومي، إضافة لمنع تنقل الجماهير للمدن الأخرى بل وإجراء عدد من المباريات دون جمهور.