أظهرت استطلاعات رأي، حول معدلات الالتزام الديني بالعالم العربي (2021-2022)، أن عموم الشعب المغربي لا سيما فئة الشباب، أصبحوا أقل إقبالاً على اعتبار أنفسهم "غير متدينين''، بعد أن سجلت هاته الصفة أعلى مستوياتها خلال سنة 2019، فضلا عن تزايد نسبة المغاربة الذين يستمعون للنصوص الدينية بشكل يومي من 34% إلى 53%، خلال نفس الفترة. وكشفت استطلاع الرأي الذي أنجزته شبكة الباروميتر العربي، حول معدلات الالتزام الديني في العالم العربي، عن ظهور تغيرات في مستويات التدين الشخصي بين (2012-2014) و (2018-2019). حيث تزايدت نسبة "غير المتدينين" في عقد الألفية الثاني، قبل أن ينعكس هذا التوجه في العقد الثالث من الألفية في الدورة السابعة من الاستطلاعات (2021-2022)، حين تبين أن الشباب بشكل خاص في المنطقة أصبحوا أقل إقبالاً على اعتبار أنفسهم "غير متدينين". وعلى عكس دورة 2018-2019، حين بلغت نسبة من وصفوا أنفسهم بأنهم "غير متدينين" لا سيما من الشباب ذروتها، طرأ تراجع في أوساط مواطني دول المنطقة في 2021-2022، ممن قالوا أنهم غير متدينين بواقع سبع نقاط في المغرب وست نقاط في مصر وخمس نقاط في الجزائر وأربع نقاط في الأردنوفلسطين والسودان وتونس، إذ في معظم الدول التي غطاها الاستطلاع، قال فقط 1 من كل 10 أشخاص أو أقل بأنه "غير متدين". وذكر تقرير شبكة الباروميتر أنه من بين الدول المشمولة بالاستطلاع في الدورتين، لم يحدث تراجع في نسبة المواطنين الذين اختاروا "غير متدين'' في كل من لبنان (5+ نقاط مئوية) والعراق (2+ نقطة مئوية). وعن فئة الشباب بشكل خاص، يُلاحظ، يضيف المصدر، أن التغيير كبير، ففي تونس، أصبح من تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاماً الآن أقل إقبالاً على اعتبار أنفسهم "غير متدينين" بواقع 15 نقطة مئوية، قياساً إلى الوضع قبل ثلاث سنوات. وفي الدول الأخرى، طرأ تراجع بين الشباب بواقع 12 نقطة مئوية في المغرب ومصر، و8 نقاط في الأردن، و7 نقاط في الجزائر، و5 نقاط في فلسطين. وبخصوص الشباب أيضا، وفي حين لم يُكشف عن أي تغيّر يُذكر بين الشباب في العراق والسودان، سجل التقرير، أن لبنان وحده هو البلد الذي زادت فيه كثيراً نسبة الشباب الذين يعتبرون أنفسهم "غير متدينين'' ب 13 نقطة مئوية. وأكد المصدر، أن النتائج لا تقف عند البحث حول الهوية الذاتية، إنما تتناول أيضاً الممارسة الدينية. مسجلا بذلك زيادة في نسبة المواطنين الذين أفادوا بأنهم يتفاعلون مع النصوص الدينية بشكل يومي، بين الفترة 2018-2019 و2021-2022، موضحا أن الدين مستمر في لعب دور أساسي في حياة أغلب الناس عبر المنطقة ومرجح بأن يستمر في المستقبل. ورجح التقرير أن تكون زيادة نسب الالتزام الديني الشخصي بسبب عدد من العوامل، مثل'' آثار كوفيد-19، وتدهور الظروف الاقتصادية، أو لمواجهة تحديات أخرى من النوع الذي يُرجح أن يحمل الناس على الالتفات إلى الدين''.