أخمدت عناصر الوقاية المدنية، أمس الثلاثاء 14 مارس الجاري، حريقا أتى، في ظرف أربع ساعات، على حوالي 1200 شجرة، في واحة أفرا بالمقاطعة الأولى لمدينة طاطا. ولم يتسبب الحريق، الذي أدى إلى احتراق عدد كبير من أشجار النخل والزيتون والرمان، في خسائر بشرية، بعد أن هرعت عناصر الوقاية المدنية إلى مكان الحريق، وتمكنت من إخماده، مدعومةً برجال السلطة المحلية وأعوانها وعناصر المياه والغابات والقوات المساعدة والأمن الوطني والهلال الأحمر المغربي وشباب المنطقة، وفق ما أوردته مصادر مطلعة لموقع "العمق". وفي الوقت الذي تجهل فيه أسباب اندلاع هذا الحريق، كشفت المصادر ذاتها أن هبوب الرياح ساهم في انتشار النيران في الواحة بسرعة، الشيء الذي صعب مهمة إخماده في البداية. كما فتحت السلطات المختصة التي توجهت إلى مكان الحريق من أجل معاينة الحادث تحقيقا أوليا حول أسبابه وملابساته، تحت إشراف النيابة العامة المختصّة. إلى ذلك، طالبت المصادر ب"ضرورة الإهتمام بالواحات في إقليم طاطا، وذلك عبر تنقيتها من الأعشاش والأعشاب اليابسة التي تسهل عملية اشتعال النيران بشكل سريع، مع اتخاذ جميع الاحتياطات والتدابير اللازمة لتفادي الحرائق على الأقل أو عدم توسع رقعتها بشكل سريع إلى حين السيطرة عليها من طرف الجهات المختصة، مع وجوب تقوية وتوفير الإمكانيات اللوجيستية لرجال الوقاية المدنية الذين يبدلون جهدا كبيرا ومضاعفا في تدخلاتهم". ولفتت المصادر إلى أن "بعض الحرائق في إقليم طاطا ليست بريئة وعلى المسؤولين فتح تحقيق لمعرفة الأسباب والجهات المحتملة وقوفها وراء ذلك، وتكثيف الحملات التحسيسية والتوعوية بمخاطر هذه الحرائق في الواقع وعبر وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية والمسموعة، ليساهم كل واحد من جهته في مكافحة حرائق ظلت في السنوات الأخيرة شبحا مخيفا بالنسبة لساكنة الإقليم". ونبهت إلى "ضرورة الرفع من نجاعة التدخل عبر تهيئة المسالك داخل الواحات، لاسيما التقليدية منها من قبل مصالح الوقاية المدنية والسلطات المحلية، بإعتبار أنه في حالة نشوب حريق لاقدر الله مثل ما وقع اليوم في "واحة أفرا" أو غيرها من الواحات، فإن عدم وجود الولوجيات يرفع من خطورة الحريق ونتائجه، وبالتالي تتم تهيئة المسالك وتكثيف وضع نقط الماء داخل الواحة من أجل تزويد عناصر الوقاية المدنية والمجتمع المدني بالمياه لإطفاء الحريق".