تشهد واحة سكورة، بإقليمورزازات، كل صيف اندلاع حرائق تتلف العديد من أشجار النخيل وغيرها من الأشجار المثمرة، وكذا الحقول الفلاحية بصفة عامة، ما يسبب أضرارا اقتصادية لسكانها والنشاط الفلاحي بالمنطقة ككل. أضرار الحرائق السنوية التي تسجلها واحة سكورة دقت ناقوس الخطر، لكونها تؤدي إلى الهجرة القروية للعديد من الفلاحين المعتمدين على إنتاج أشجار النخيل والزيتون، التي تتطلب عناية خاصة ومصاريف لا يقدرون على تعويضها بفعل الحرائق التي تذهب بممتلكاتهم ومصادر رزقهم في وقت وجيز. ومن أجل التغلب على هذه الظاهرة (الحرائق) التي أتعبت المجتمع المدني بالمنطقة، وكذا جميع المتدخلين، أكدت مصادر مسؤولة تابعة لوزارة الفلاحة أنه تم تبني إستراتيجية متكاملة ووضع خطة عمل متناسقة تنسجم مع الواقع المحلي وتنبني على منظومة حماية ذاتية ضد الحرائق. في المقابل أكد فاعلون في المجتمع المدني أن أمر الحرائق استفحل خلال السنوات الأخيرة بعدما تأثرت الواحة بالجفاف، وكذا قرب التجمعات السكانية، وخصوصا التجهيزات الكهربائية، بالإضافة إلى عوامل أخرى ذاتية مرتبطة بنمط عيش السكان الذين يستعملون الغاز بدلا من مخلفات وجريد النخيل، بعدما كان استعمالها عاملا في تقليص مجالها، وبالتالي عدم اتساع رقعة الحرائق. وأشارت المصادر ذاتها إلى أنه رغم الحالة الراهنة فإن هيئات المجتمع المدني والهيئات الرسمية المعنية تبذل مجهودات جبارة للتغلب على هذه الوضعية، إذ أطلقت عدة مبادرات مدنية بتنسيق مع بعض الجماعات الترابية، همت على الخصوص شراء محركات لضخ المياه المساعدة في إخماد الحرائق في مهدها، والمساهمة في توسعة المسالك داخل الواحة لتتمكن سيارات الإطفاء من الدخول بسلاسة. كما تأسست جمعيات تقوم بتحسيس وتوعية سكان الواحة بخطورة الحرائق وسبل تجنب أسباب اندلاعها، وتقوم بإخبار مصالح الوقاية المدنية عندما تندلع الشرارات الأولى لنيران الحرائق. وعلاقة بالموضوع ذاته، وتنزيلا لإستراتيجية الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان، وكذلك تنفيذا لتوصيات الزيارة الميدانية لوزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات إلى منطقة أوفوس، على هامش المعرض الدولي للتمور لسنة 2019، وتبعا لتوصيات عامل إقليمورزازات للحد من حرائق الواحات، خاصة واحة سكورة، تعمل الوكالة بشراكة مع مصالح الوقاية المدنية والمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لورزازات وجميع الجهات المختصة بالإقليم على تنزيل خطة عمل محكمة وضعت بتنسيق مع المصالح المعنية، في إطار عمل اللجنة الإقليمية لمكافحة حرائق الواحات، وفق إفادة مصادر فلاحية رسمية. وتضيف المصادر نفسها، في تصريحات لهسبريس، أنه في هذا الإطار، وبخصوص واحة سكورة، فقد تم وضع برنامج عمل لسنة 2021 لتهيئة وإعادة إحياء الواحة وحمايتها من الحرائق والرفع من النجاعة في التدخل؛ وذلك في إطار مشروع اتفاقية شراكة بين الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان والمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لورزازات بمبلغ، إجمالي يناهز 9.1 مليون درهم. ويهدف هذا البرنامج إلى حماية الواحة عبر تهيئة ممرات ومسالك داخلها وتجهيزها بالإنارة العمومية عبر اللوحات الشمسية، واقتناء آليات لتدوير وتثمين مخلفات النخيل، ومعدات خاصة للتدخل السريع لحماية الواحة من الحرائق، مع تجهيزها بنقط الماء لإطفاء الحريق وتهيئة السواقي والخطارات وتنقية أعشاش النخيل، وتوزيع الفسائل والتكوين والتحسيس ووضع لوحات تحسيسية. وكشفت المصادر ذاتها أنه تمت برمجة تنزيل البرنامج استنادا إلى توجيهات عامل إقليمورزازات، مع العمل المشترك بين الوكالة والوقاية المدنية والمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي بورزازات، الذي بمقتضاه تم تشكيل ثلاث لجان تقنية بغية العمل الميداني لتحديد حاجيات ووسائل التدخل، (لجنة تنقية الأعشاش وتوزيع الفسائل والتجهيزات الهيدروفلاحية، ولجنة المسالك ونقط الماء والإنارة بالطاقة الشمسية ومعدات التدخل السريع، ولجنة المواقع والتجهيزات والتشوير السياحي).