«إن الوكالة قامت بإعداد دراسة من أجل تحديد المناطق الواحية التي عرفت نشوب حرائق متكررة خلال السنوات العشر الأخيرة، وذلك كأرضية لإعداد برنامج للتخفيف من مسببات الحرائق ومكافحتها».. يقول علي أوبرهو، مدير تنمية مناطق الواحات بالوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، لافتا إلى «أنه تبين، من خلال الدراسة التي أعدتها أطر الوكالة على صعيد إقليمالرشيدية، أن واحتي أوفوس وتنجداد عرفتا نشوب حرائق كثيرة خلال السنوات العشر الأخيرة، مما يستدعي تدخلا مكثفا لمكافحتها»، موضحا لقد «قمنا، انطلاقا من هذا المعطى وفي إطار عمل اللجنة الإقليمية لمكافحة الحرائق بالرشيدية، بعمل ميداني على صعيد منطقتي أوفوس وتنجداد من أجل تحديد العمليات التي يمكن أن تساهم في التخفيف من مسببات الحرائق ومكافحتها»، مبرزا «أن الأمر يتعلق بإجراءات تهم إعداد مسالك لتسهيل دخول رجال المطافئ للواحات في حالة حدوث حرائق». ووفق المسؤول ذاته فإن «البرنامج يضم، أيضا، إعداد فواهات للماء لتوفير الماء في الواحات، واقتناء 8 وحدات متكاملة لوضعها رهن إشارة التنظيمات المهنية للتدخل عن قرب»، كما «يتضمن تنقية أعشاش بقايا النخيل من قبل المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لتافيلالت»، مذكرا ب «اقتناء آليات ووحدات للتدخل السريع التي وضعت رهن إشارة التنظيمات المهنية، حيث وزت أربع وحدات على مستوى واحة أوفوس وأربع وحدات أخرى على صعيد واحة تنجداد لكي تبدأ هذه التنظيمات العملية الأولى الخاصة في انتظار وصول رجال المطافئ مع إخضاعهم للتكوين، مع تجهيز مسالك الواحة بالإنارة عبر الطاقة الشمسية، ووضع لوحات تحسيسية ضد الحرائق»، مشيرا إلى « استصدار قرار عاملي يمنع حرق بقايا النخيل داخل الواحات، حيث تم خلال السنة الجارية القيام بزجر أزيد من 10 مخالفين على صعيد منطقة أوفوس». واعتبر المتحدث «أن بقايا النخيل تتسبب في اندلاع العديد من الحرائق والتي كان يتم التخلص منها سابقا باستغلالها في الطبخ والبناء»، موضحا «أن إحدى الدراسات أظهرت أنه يمكن استعمال هذه البقايا في إنتاج الخشب أو السماد العضوي أو الورق، لاسيما أن مستثمرين أبدوا اهتمامهم بإحداث وحدات ومعامل في هذا الإطار، مما سيمكن من تفادي الحرائق مستقبلا»، مشددا على «أن من شأن هذه الإجراءات أن تحقق أيضا نوعا من الجاذبية والجمالية للواحات وتساهم في تسهيل نقل الفلاحين لمنتوجاتهم وتسويقها». يذكر أن «برنامج العمل للرفع من نجاعة التدخل لحماية الواحات والمساهمة في الحد من الحرائق بالإقليم» يهدف إلى «التحسيس والرفع من كفاءة التدخل في حالة الحرائق، وتعزيز المعدات ووسائل التدخل، وتهيئة الواحات عبر تقنية الأعشاش وتثمين مخلفات النخيل، وتكييف وتعزيز أدوات الإعلام والتوعية». وتبلغ الكلفة الإجمالية للبرنامج، الذي ينجز من طرف الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان والمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لتافيلالت بالتعاون مع عدد من الشركاء، 16 مليونا و215 ألف درهم. ويهم البرنامج في مرحلته الأولى واحتي أوفوس وتنجداد، حيث أنجزت جميع مقتضيات المشروع الخاص بواحة أوفوس (رصد له مبلغ 7 ملايين و300 ألف درهم)، عبر توفير آليات ومعدات للتدخل السريع، وآلة لفرم جريد ومخلفات النخيل المستخلصة من تقنية تنقية الأعشاش، وتجهيز الواحة بنقط الماء لإطفاء الحريق، وتهيئة ممرات ومسالك داخل الواحة (5 كلم). وينتظر أن ينطلق العمل قريبا بالمشروع الخاص بواحة تنجداد الذي تبلغ تكلفته المالية 8 ملايين و915 ألف درهم، إذ تتضمن منهجية العمل، على الخصوص، التجهيز بآليات ومعدات التدخل عن قرب للوقاية من حراق الواحات، وتشكيل وحدة كاملة على صعيد كل منطقة لتقريب التدخل، ووضع نظام للتواصل مع فرق التدخل.