قاد رئيس مجلس النواب، راشيد الطالبي العلمي، وفدا برلمانيا مغربيا إلى اليابان، حيث أجرى، اليوم الثلاثاء بالعاصمة طوكيو، مباحثات مع رئيس مجلس النواب "HOSODA Hiroyuki"، ورئيس مجلس الشيوخ "Hidehisa Otsuji"، ومع أعضاء مجموعة الصداقة البرلمانية اليابانية-المغربية برئاسة "NAKASONE Hirofumi". جاء ذلك في إطار زيارة عمل يقوم بها رئيس مجلس النواب بدعوة من نظيره رئيس مجلس النواب الياباني، حيث استقبل إمبراطور اليابان، ناروهيتو، الطالبي العلمي، أمس الإثنين، بالقصر الإمبراطوري بطوكيو، وأشاد بمجهودات الملك في مواجهة آثار التغيرات المناخية وفي إشعاع السلم والأمن الدوليين. ويضم الوفد البرلماني المغربي كلا من محمد غيات رئيس فريق التجمع الوطني للأحرار، ومحمد تويزي رئيس فريق الأصالة والمعاصرة، ونور الدين مضيان رئيس الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية، وعبد الرحيم شهيد رئيس الفريق الاشتراكي، وشاوي بلعسال رئيس الفريق الدستوري الديمقراطي الاجتماعي، والحسين أزوكاغ رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب-اليابان. وأفاد بلاغ لمجلس النواب، أن مباحثات اليوم الثلاثاء، ركزت على تثمين العلاقات بين البلدين ذات الجدور التاريخية والثقافية العريقة، وكذا العلاقات البرلمانية المتميزة التي تعرف مستوى متميزا، حيث تأتي الزيارة الحالية للوفد البرلماني المغربي لدعم تلك العلاقة. ووفق البلاغ، فقد تم تدارس سبل تعزيزها عبر مأسسة العلاقات الثنائية والمتعددة الأطراف والتواصل الدائم وخلق فضاءات للحوار وتبادل وتقاسم الخبرات والتجارب، فضلا عن عرض التجربة البرلمانية بالبلدين ومناقشة عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك. رئيس مجلس النواب، راشيد الطالبي العلمي، شكر المسؤولين اليابانيين على حفاوة الاستقبال، وعلى موقف بلادهم بشأن قضية الوحدة الترابية للمملكة المغربية، بحسب البلاغ الذي توصلت جريدة "العمق" بنسخة منه. كما استعرض الطالبي مخطط الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب لحل النزاع المفتعل في الأقاليم الجنوبية، باعتباره الحل الواقعي والعملي الوحيد وذي مصداقية، وما يؤكد كل هذا حجم التأييد الدولي والإقليمي الذي يحظى به هذا المقترح، وفق تعبيره. وأشاد بمستوى العلاقات المتميزة بين البلدين، مؤكدا أن "النظام الملكي في اليابان وبالمملكة المغربية ضمان الاستقرار الداخلي والخارجي والتنمية في مختلف تجلياتها"، مشيرا إلى أن "حكمة قائدي البلدين عبدت الطريق لتجاوز ومواجهة العديد من التحديات". وأضاف رئيس مجلس النواب أن "المملكة المغربية، تحت قيادة الملك محمد السادس، تمكنت من تخطي العديد من العوائق ورفع التحديات، وباشرت العديد من الأوراش الكبرى كالتغطية الصحية والحماية الاجتماعية والطاقات المتجددة والأمن الغذائي والتحول الرقمي والنهوض بالقطاع الفلاحي ومنتجاته". واعتبر أن تلك الأوراش تجعل من المملكة "نموذجا يحتذى به على الصعيدين القاري والدولي عبر محاكاة تجربتها والاستفادة من خبراتها، ومثالا للأمن والاستقرار الإقليمي والدولي". كما بسط رئيس مجلس النواب والوفد المرافق له، أدوار واختصاصات المؤسسات السياسية والدستورية في النظام السياسي المغربي، وقدم لمحة عن النظام البرلماني المغربي وعلاقات المؤسسة التشريعية بباقي السلط والمؤسسات، ومقومات وأسس النموذج المغربي، وما تتمتع به المملكة من أمن واستقرار وإيلاء أولية للعنصر البشري وخاصة المرأة والأسرة والشباب. من جهتهم، أبرز المسؤولون اليابانيون اعتزازهم بهذه الزيارة التي ستظل راسخة في سجل التعاون بين البلدين. وأكد كل من رئيسي مجلسي البرلمان الياباني ورئيس وأعضاء مجموعة الصداقة اليابانية-المغربية، أن من شأن هذه اللقاءات تقوية جسور الحوار والتواصل المؤسساتي البناء والدائم وبين البرلمانيين من البلدين وفتح آفاق واعدة للتعاون المتعدد الأبعاد وخاصة التجاري والعلمي والثقافي والسياحي، والاقتراب أكثر من التجربة والنموذج اليابانيين. وشدد المسؤولون بمجلسي البرلمان الياباني على أهمية تبادل التجارب والخبرات، خاصة أن هناك العديد من القضايا والمواضيع المشتركة والبالغة الأهمية للبلدين، كما توقفوا عند محورية تعزيز التبادل التجاري في مجالات الصيد البحري والفلاحة. وشددوا على المؤهلات السياحية التي تتوفر عليها المملكة المغربية والتي تعد عنصر جذب للسياح في العالم ولليابانيين خصوصا، بالنظر للتنوع الثقافي واللغوي والجمالي- الجغرافي الذي يتميز به المغرب. كما عبروا عن تهانيهم للمغرب على النتائج التي حققها المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم في نهائيات كأس العالم قطر 2022، وفق بلاغ مجلس النواب. وخلال النقاش وتبادل الآراء، تطرق رئيس مجلس النواب والوفد البرلماني المرافق له، خلال لقائهم برئيسي مجلسي البرلمان وأعضاء ورئيس مجموعة الصداقة البرلمانية اليابانية-المغربية، لقضايا إقليمية وجهوية ودولية ذات الانشغال المشترك، مع إبراز أهمية الأدوار المنوطة بالبرلمانيين في التعاطي معها وابتكار حلول لها في صميم العمل البرلماني.