لا تزال العديد من الأسر عالقة وسط الثلوج الكثيفة بالحزام الجبلي لإقليم تنغير تنتظر تكثيف الجهود لإنقاذها من تبعات الظروف المناخية الاستثنائية التي شهدتها البلاد جراء التساقطات الثلجية الأخيرة، الأمر الذي جعلها تقضي ليالي البرد القارسة وسط الجبال، بعد أن عزلتها الطرقات المقطوعة عن العالم الخارجي. وفي هذا الصدد، قالت مصادر مطلعة ل"العمق"، إن " عددا من الأسر بمنطقة مجدي وتغفيست شمال غرب جماعة أمسمرير على الحدود الإدارية بين إقليمي تنغير وأزيلال، لا تزال محاصرة بفعل التساقطات الثلجية التي كست المنطقة، في وقت نفذت مؤونتهم كلها، كما نفذت أعلاف ماشيتهم أيضا". وأضافت المصادر عينها، أن "السلطات المختصة، وعلى رأسها وزارة الداخلية وإدارة الدرك الملكي والوقاية المدنية قامت بتدخلات منذ الأحد والثلاثاء الماضيين لفك العزلة عنهم، وتمكنوا من الوصول إلى بعض الأسر القريبة من الدوار، لكن الامكانيات والتجهيزات اللوجيستية غير كافية للوصول إلى العائلات الآخرى المحاصرة". وأردفت أن "حجم التساقطات الثلجية وسمكها الكبير وصعوبة المسالك الجبلية عقد كثيرا عملية التدخل، لذلك فإن الأسر سالفة الذكر تعيش منذ السبت الماضي عزلة مطبقة، وهو ما يستدعي تدخلا بالمروحية لإيصال المؤن إليهم، لإنقاذهم من موت محقق، قبل وقوع كارثة لا قدر الله، بعد أن أصبحت المنطقة من جديد تحت رحمة التساقطات الثلجية". إلى ذلك، طالبت جمعية كسابي وفلاحي أسيكيس، السلطات العمومية، بما فيها عامل إقليم تنغير، بضرورة التعجيل بإستعمال طائرة مروحية لإنقاذ الرحل العالقين والمحاصرين بالثلوج في أعالي جبال أمسمرير الكبرى، بدائرة بومالن دادس بإقليم تنغير، وذلك في نداء إنساني وجهته إلى السلطات العمومية. النداء، الذي توصلت "العمق" بنسخة منه، أشارت من خلاله الجمعية سالفة الذكر إلى أن فرق الإنقاذ تعذر عليها الوصول إلى مكان تواجد العائلات المحاصرة، بعامل كثافة الثلوج، وارتفاع علوها وسمكها، مما عرقل عمليات الإنقاذ التي تباشرها السلطات المحلية والإقليمية، منذ بداية الظروف المناخية الاستثنائية التي تشهدها المنطقة. وعبر المصدر ذاته، عن اعتزازه وفخره بتضامن أبناء المنطقة، خاصة الشباب منهم، وحملاتهم المتواصلة في البحث عن الرحل العالقين، والمنقطعة أخبارهم، لأزيد من أربعة أيام، في وقت تتطلع ساكنة المنطقة إلى الإستجابة لنداء عائلات الرحل التي لاتزال تعاني بين جبال أمسمرير وإنقاذ أرواح هؤلاء المواطنين العزل الذين لا حول لهم ولا قوة، فق الوثيقة ذاتها. وكانت درعة تافيلالت قد شهدت، خلال الأيام القليلة الماضية، تساقطات ثلجية أرخت بظلالها على عدد من قرى وجماعات ورزازات وتنغير وزاكورة، مسببة في إيقاف حركية السير بمجموعة من المقاطع والمسالك الطرقية بسبب إرتفاع مستوى الثلوج التي وصلت إلى مقاييس غير مسبوقة، وهو ما تسبب في عزلة عدد منها، الأمر الذي يستدعي التدخل العاجل قبل حدوث الكارثة.