عقد ساكنة المدينة الخضراء ببوسكورة شرق الدارالبيضاء، وساكنة الدواوير المجاورة، لقاءا تشاوريا، أمس السبت 15 يناير الجاري، لتدارس ومناقشة أضرار مطرح مديونة للنفايات المنزلية والمشابهة لها، على صحتهم وبيئتهم المحلية، استعدادا لاتخاذ إجراءات لوضع حل لتداعيات الأزمة. وانتقد الساكنة المنضوية تحت لواء التجمع البيئي بالمدينة الخضراء، عشوائية وفوضى تدبير مطرح مديونة، وأضراره المتجسدة في الروائح المنبعثة من عصارة نفايات المطرح، خاصة في الفترة المسائية، حيث أوضحوا أن حدتها تزداد مع حدة الرياح، وهو ما سبب لهم أضرار لهم ولأطفالهم. وعبر ساكنة المدينة الخضراء عن تعاطفهم مع ساكنة الدواوير المجاورة للمطرح، مؤكدين "أنهم يعيشون معاناة مزدوجة تتعلق بتسرب عصارة النفايات ومرورها من أمام منازلهم، وكذا من النفايات والروائح التي تصلهم بحدة، أكثر من باقي المناطق المجاورة". وأكد المعنيون بالأمر، أنهم "يتشاورون في هذه اللقاءات التواصلية استعداد لإشراك المنتخبين لإسهامهم في حل هذه المعاناة، حيث خرجوا بتوصيات سيناقشونها فيما بينهم، استعدادا للجوء إلى القضاء أو إلى رئاسة الحكومة". وفي هذا الصدد، أكد الباحث في علم النفايات، عبد العزيز مومن، على أن الأضرار والرائحة الكريهة لمطرح مديونة للنفايات المنزلية والمشابهة لها، "تزداد حدتها، عند كل ارتفاع في درجات الحرارة وهبوب رياح الشرقي في اتجاه مدينة الدارالبيضاء". وأورد مومن في تصريح سابق لجريدة "العمق"، أن روائح المطرح حاليا، "تشبه رائحة المطرح القديم بسيدي مومن، ومركز فرز النفايات بعكاشة، الذي أنجز في سبعينات القرن الماضي"، مشددا على أن "ما يزيد من حدة روائح مطرح مديونة الكريهة، تبخر عصارة النفايات "ليكسيفيا". ولخص مومن أسباب تزايد تداعيات وأضرار المطرح، في أن مجلس جماعة الدارالبيضاء، "لم ينجز المخطط الجماعي لتدبير النفايات المنزلية والمشابهة لها، لأن هذا المخطط هو ما سيمكن من معرفة دقيقة لنوعية النفايات وطرق تدبيرها، كالفرز من المنبع وغيرها، كما ينص على ذلك البند 16 من قانون النفايات 28.00′′. إضافة إلى أن مجلس الجماعة، "لم يقم باستخلاص إتاوة جمع النفايات كما ينص عليها قانون النفايات 28.00 حسب البند 23، حيث إن ضريبة النظافة حذفت، وتم تعويضها بالضريبة على الخدمات الجماعية (الكنس...)، وإتاوة جمع النفايات، كما لم ييتم تفعيل بند من قانون ميثاق البيئة والتمية المستدامة 99.12′′، حسب مومن. وكان ساكنة دوار الحلايبية المجاطية حيث يتواجد المطرح، قد راسلوا بدورهم عامل عمالة إقليم مديونة الشهر الماضي، لرفع الضرر عنهم بشكل استعجالي، نظير ما أصابهم من أضرار جراء تسرب عصارة النفايات من المطرح العمومي للنفايات بمديونة، التي يصفونها ب"المعضلة". إلى ذلك، سبق وأكدت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، أن عصارة النفايات بمطرح مديونة، هي السبب وراء انبعاث الروائح الكريهة، التي تنتعش في فترة الليل، وتنتشر إلى أغلب مناطق الدارالبيضاء، خاصة المناطق الشرقية للمدينة، والتي راسل سكانها الجهات المسؤولة مرارا. وأوضحت الوزيرة بنعلي خلال مناقشة ميزانية وزارتها الشهر الماضي، بمجلس المستشارين، على أن المطرح العمومي للنفايات المنزلية والمشابهة لها "لا يتوفر على المعايير المتعارف عليها، للحيلولة دون انبعاث روائح كريهة"، وأن مشكلة تدبير المطرح تعود لسوء الحكامة.