فيديو وصور: عزيز صفي الدين روائح كريهة لا تطاق تستقبلك بمجرد عبور المسلك المؤدي إلى دوار الحلايبية بمديونة شرق الدارالبيضاء، وسيول من عصارة النفايات "الليكسيفيا"، تجاوزت محيط المطرح بكيلومترات إلى الطريق الرئيسية، فامتزج تراب الطريق بعصارة النفايات لتشكل أوحالا تعيق المرور، إضافة إلى الروائح الكريهة المنبعثة منها، التي حولت حياة الساكنة المجاورة إلى جحيم. "ليكسيفيا" المطرح المؤقت تجاوزت الحوض الذي تم بناؤه لمحارصتها، وكونت بحيرات ووديان بجوار دوار الحلايبية، والأدهى من ذلك، تسرب هذه السيول إلى محيط مدرسة عمومية، يفتح بابها قبالة المطرح، حيث صعّبت سيول عصارة الأزبال، المرور مشيا على الأقدام أمام التلاميذ وأولياء أمورهم. عصارة نفايات مطرح مديونة تنتقل روائح عصارة النفايات، من محيط المطرح بمديونة، إلى ساكنة شرق العاصمة الاقتصادية وبوسكورة، كما سببت أضرارا وخيمة للفرشة المائية وللآبار بالمنطقة، التي لم يعد ماؤها صالحا للسقي أو للاستعمال المنزلي، كما صرح أحد أبناء الساكنة لجريدة "العمق"، يونس عقيل. وأضاف المتحدث، أن الساكنة لا يستطيعون نشر ملابسهم، لأن تلك الرائحة تلتصق في الملابس، وهو فعلا ما حدث معنا كطاقم الجريدة، حيث ظلت رائحة "الليكسيفيا" الكريهة، ملتصقة بملابسنا رغم مغادرتنا المكان بعد التصوير، لأزيد من ساعة. مجلس جماعة الدارالبيضاء، المكلف بتدبير المطرح عجز عن هذه المهمة، في ظل تزايد تسرب عصارة النفايات وتزايد الروائح المنبعثة منها، فصار ساكنة دوار الحلايبية وشرق الدارالبيضاء يتجرعوة معاناة هذه الروائح التي تزكم الأنوف، كما عاينت الجريدة، قدوم شاحنات كبيرة محملة بالأتربة، تحاول محاصرة العصارة التي تتسرب بسرعة في محيط الدواوير المجاورة له. هذا المطرح المؤقت يضيف عقيل، زاد من حدة معاناة الساكنة، حيث صار من السهل تسرب عصارة النفايات، التي كانت أقل تسربا في المطرح القديم، الذي برأته عمدة الدارالبيضاء في زيارتها الشهر الماضي من انبعاث الروائح الكريهة التي اشتكى منها البيضاويين. وأضاف عقيل بلسان ساكنة دوار الحلايبية، التي صارت تخاف من "القايد" في الدفاع عن حقيها كما عبر أحدهم، بالقول، "مكايناش إرادة حقيقية لحل مشكل مطرح مديونة"، مشددا على أن الساكنة صارت تعاني الأمرّين، معاناة صحية، إذ تسببت روائح الأزبال في أمراض الحساسية وكذا في بعض الأمراض الخطيرة، ناهيك عن الأضرار البيئية الوخيمة، خاصة وأن هذه العصارة تجاوزت الدواوير المجاورة وتسير في اتجاه غابة بوسكورة، رئة العاصمة الاقتصادية. وكانت عمدة الدارالبيضاء، نبيلة الرميلي، برأت في زيارة ميدانية، مطرح مديونة من انبعاث الروائح الكريهة التي تشتكي منها الساكنة، حيث أكدت أن المجلس استعان بأدوات تقنية وتحاليل مخبرية، "أوضحت نتائجها الأولية، أن الروائح المنبعثة من نفايات المطرح، طبيعية"، مؤكدة "أن هذه التحاليل التي أجرتها اللجنة الخاصة بالمجلس، أظهرت أن نسبة الغازات المنبعثة من المطرح، لا تصل إلى مرحلة السمية والخطورة على صحة المواطنين". من جهتها، أوضحت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، قبل أسبوعين بمجلس المستشارين، أن مصدر الروائح الكريهة التي تزكم أنوف البيضاويين خاصة في الليل، سببها مطرح مديونة، لتكذب بذلك، تصريح رئيسة مجلس الدارالبيضاء نبيلة الرميلي، التي برأت ومجلسها مطرح النفايات المنزلية والمشابهة لها بمديونة. وأكدت الوزيرة، أن عصارة النفايات بمطرح مديونة "ليكسيفيا"، هي السبب وراء انبعاث الروائح الكريهة، التي تنتعش مع فترة الليل، وتنتشر إلى أغلب مناطق الدارالبيضاء، خاصة المناطق الشرقية للمدينة، والتي راسل سكانها العمدة مرارا، مشدد (الوزيرة) على أن المشكل راجع إلى سوء الحكامة بمطرح مديونة.