كشف مصدر مطلع لجريدة "العمق المغربي"، أن تواجد جريدة إلياس العماري، "آخر ساعة"، على متن طائرات "لارام" أمام غياب منابر إعلامية سابقة عليه تجربة وزمنيا، يعود لكون جهات نافذة تدخلت واتصلت بالخطوط الملكية الجوية المغربية للضغط من أجل توزيعها. وتداول عدد من الإعلاميين على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" صورة لجريدة العماري، تم توزيعها أمس الخميس على متن طائرة تابعة للخطوط الملكية الجوية، كانت متجهة لمدينة الداخلة، متسائلين عن المعايير التي تم اعتمادها حتى تدرج جريدة اطلقت في آخر ساعة ضمن قائمة الصحف التي توزعها "لارام" على مسافريها. وعبر مدراء الجرائد الوطنية عن غضبهم من هذه الخطوة، معتبرين أن الخطوط الملكية الجوية تمارس الميز، وكذا الزبونية في اختيار جرائد دون أخرى للتوزيع على متن خطوطها، مطالبين بتكافؤ الفرص عبر تسطير معايير واضحة وشفافة وفتح المجال أمام مختلف الجرائد دون إقصاء ولا تمييز ولا محاباة. وفي هذا الإطار، صرح توفيق بوعشرين مدير نشر يومية "أخبار اليوم"، لجريدة "العمق المغربي"، بالقول على "لارام" الخروج من منطق الزبونية التي تؤثر على صورة الشركة، ووضع معايير موضوعية لتوزيع الصحف على متن طائراتها. وأضاف بوعشرين، أنه "على الشركة أن تأخذ نفس المسافة مع جميع الصحف، لأن ذلك يخلق في الساحة الإعلامية صحف قريبة من الإدارة وأخرى غير قريبة، ويضر بالمشهد الإعلامي". ومن جهته اعتبر جواد الشفدي، مدير نشر يومية "التجديد"، في اتصال مع جريدة "العمق المغربي"، أن الصحف الموجودة على متن خطوط "لارام" تختار بطريقة غير منطقية، و"أتساءل عن المنهجية والكيفية التي يتم عبرها اختيار هذه الصحف، وعلى القائمين مراعاة التعددية" حسب تعبيره. وأضاف الشفدي في التصريح ذاته، أن "لارام" "كشركة ومؤسسة عمومية إذا كانت تقدم لزبنائها خدمة قراءة الصحف، يجب أن تراعي تنوع الصحف، ولا تختار صحف بعينها دون أخرى" حسب قوله. وكان مسؤول بشركة الخطوط الملكية الجوية، قد صرح لإحدى اليوميات في وقت سابق، أن الشركة عاكفة على إعداد دراسة في الموضوع ستتضمن معايير علمية ستحكم اقتناء "لارام" وترويجها للجرائد الوطنية، وأن تفعيل اللائحة الجديدة سيدخل حيز التنفيذ قريبا، غير أن هذه التصريحات ذهبت أدراج الرياح وعادت حليمة لعادتها القديمة بمجرد خمود الضغط الإعلامي. جدير بالذكر أن "لارام" تعد ثاني مقتني للجرائد الوطنية من حيث العدد بعد وزارة الاتصال، وأنها تربح العديد من الجرائد منها جريدتي "العلم" و"الاتحاد الاشتراكي" ملايين الدراهم سنويا، بفعل اقتنائها لعشرات الآلاف من نسخ الجرائد اليومية بشكل يومي بالإضافة إلى بعض المجلات.