إصابة طبيب بالاكتئاب تجر على مندوب الصحة بوزان غضب الأطباء

اتهم أطباء بجهة طنجة تطوان الحسيمة، المندوب الإقليمي للصحة بوزان، بالتسبب في إصابة طبيب يعمل بالمركز الصحي لسيدي بوصبر، بالاكتئاب، ما استدعى نقله للاستشفاء بمستشفى الأمراض العقلية والنفسية عقب تدهور حالته الصحية.
وأفادت مصادر طبية لجريدة "العمق"، أن الأطباء بإقليم وزان، يعيشون حالة من الاحتقان والغضب، بسبب ما يعتبرونها "ممارسات حاطة بكرامة الأطر الصحية" من طرف مندوب الصحة، وهو ما تسبب في إصابة زميلهم بمرض الاكتئاب، وفق تعبيرهم.
وبحسب المصادر ذاتها، فإن نفس المركز الصحي القروي بجماعة سيدي بوصبر بإقليم وزان، كان قد شهد حالة انتحار لممرض يبلغ 22 عاما، سنة 2018، في ظروف غامضة، مشيرين إلى أن ظروف العمل والمضايقات قد تكون وراء ما حدث، حينها.
هذا وحاولت جريدة "العمق" الاتصال بالمندوب الإقليمي لوزارة الصحة والحماية والاجتماعية بإقليم وزان، من أجل أخذ وجهة نظره في هذا الموضوع، لكن دون رد في الهاتف ولا في تطبيق التراسل الفوري "واتساب".
وفي هذا الصدد، قال المكتب الجهوي للنقابة المستقلة لأطباء القطاع العام بجهة الشمال، إن المندوب الإقليمي للصحة بوزان "يجسد ممارسات استبدادية وسلطوية بائدة حاطة بكرامة الأطر الصحية"، مضيفا: "لا تنقضي فترة من الزمن حتى نسمع عن ضحية من ضحاياه".
وأوضحت النقابة في بلاغ استنكاري، توصلت جريدة "العمق" بنسخة منه، أنه "بعد احتجاجات كبيرة متواترة لنقابات ضد التعسف الذي يمارسه المندوب، مروراً بانتحار ممرض لم يتم إثبات مسبباته، تم إرسال طبيب للاستشفاء بمستشفى الأمراض العقلية والنفسية بعد تدهور خطير لحالته الصحية".
وأضاف المصدر ذاته، أن عمل الطبيب بتفان كطبيب وحيد بالمركز الصحي لسيدي بوصبر، نفس المركز الذي عمل فيه الممرض المنتحر عام 2018، لم يشفع له، حيث تعرضه لحملة شرسة من عدة أطراف يقودها المسؤول الأول بوزارة الصحة بالإقليم".
وأشار البلاغ إلى تعرض الطبيب المعني ل"التضييق في عمله، وعدم إنصافه واحتقاره في مواقف عديدة، كما عبر عن ذلك الطبيب، حيث لم يسلم من التعسف والتضييق بمنعه من أبسط حقوقه الإدارية، وإهانته في كل لقاء مباشر معه، تسببت بإصابته باكتئاب حاد انتهى به إلى تدهور خطير، ما استدعى استشفائه في حالة غير مستقرة ليومنا هذا".
ونددت النقابة، بشدة، بما أسمته "أساليب القمع والترهيب التي ينهجها المندوب الإقليمي لوزارة الصحة بوزان"، و"سكوت المسؤولين على مستوى الجهة والوزارة على هذه السلوكيات المرفوضة التي لن تزيد إلا من نفور من يتردد في ركوب غمار القطاع العمومي ببلادنا".
وأعلنت النقابة رفضها "بشكل قاطع، استمرار مثل هذه التصرفات التي تؤثر سلباً على الصحة النفسية للأطر الصحية"، داعية الوزارة إلى "تصحيح الوضع المتأزم بشكل عاجل بالإقليم"، معبرة عن استعدادها ل"خوض كل الأشكال النضالية المشروعة من أجل التصدي لمثل هذه التصرفات".