كشف وزير الثقافة والشباب والتواصل، محمد مهدي بنسعيد، الاثنين بمجلس النواب، عن استفادة فيلم يشجع على "المثلية الجنسية" من الدعم في عهد حكومة سعد الدين العثماني. واتهم رئيس مجموعة العدالة والتنمية، عبد الله بوانو، خلال جلسة الأسئلة الشفوية، وزارة بنسعيد بدعم فيلم يشجع على "المثلية"، غير أن وزير الثقافة أكد أن هذا الفيلم تم دعمه في عهد الحكومة السابقة سنة 2017. وقال بنسعيد، إنه لم يكن ينوي إثارة هذا الموضوع، مشيرا إلى أن الفيلم تم تمويله في 2017-2018، وأن الحكومة الحالية غير معنية به، خصوصا وأنه خرج للقاعات السينمائية وحتى على الصعيد الدولي. جاء ذلك في خضم سجال بين "البام" و"البيجيدي"، حول قضية مغني الراب "طوطو"، حيث قال رئيس المجموعة النيابية لحزب المصباح، عبد الله بوانوو، إن كان على وزير الثقافة أن يعتذر للمغاربة على ما صدر من هذا المغني. فيما قالت زميلته في المجموعة، نعيمة الفتحاوي، إن "المهرجانات الموسيقية، التي يحضرها عشرات الآلاف من اليافعين والشباب، أضحت، على حد قولها، حملات لترويج ومعاقرة الخمر والترويج للمخدرات ومنصة لإيحاءات جنسية "صادمة" وممارسات ماجنة وكلام ساقط مخل بالحياء". وأضافت الفتحاوي، أن عددا من الندوات الخاصة بهذه المهرجانات أصبحت تدعو إلى سلوكيات مشينة، متسائلة عن دور وزارة الثقافة في حماية الهوية الثقافية للمغاربة. وفي رده على هذه التدخلات، قال بنسعيد، إن "وزارة الثقافة تمثل جميع الثقافات والألوان الموسيقية و"تمغرابيت" وليس من دور الوزارة توقيف فنان أو فنانة، لكن لا يمكن أن نتفق مع أي فعل غير أخلاقي بالمجال العمومي، لأنني أب قبل أن أكون وزيرا ولن أقبل الكلام النابي سواء في المهرجانات أو الملاعب أو الشارع أو غيرها من الفضاءات العمومية". ودعا المسؤول الحكومي إلى التساؤل حول الأسباب التي تدفع الشباب إلى التعبير عن آرائهم ووجهة نظرهم بتلك الطريقة واللجوء، على حد قوله، لهذا العنف اللفظي في مختلف الفضاءات، متسائلا: "هل غابت السياسات العمومية للشباب في العشر سنوات الماضية ؟"، مشددا على أن دور الوزارة هو تصحيح أخطاء الشباب وإدماجهم داخل المؤسسات الثقافية والرياضية. وشدد بنسعيد، على ضرورة فتح حوار مع الشباب وتوفير برامج لهم ومواكبتهم، لأن مجموعة من الأمور تصدر عن هذه الفئة ليس فقط في المهرجانات بل أيضا في الملاعب الرياضية، مضيفا بقوله: "خليو الشباب يعيش الحياة"، خاتما تدخله بأغنية لناس الغيوان تقول: "سامحوا لبكم إلى تكلم، احنا قلال مافينا ميتقسم". بينما قال أحمد التويزي، رئيس فريق الأصالة والمعاصرة، إن "الأخلاق سلوك يومي وليس شعارا نردده"، مذكرا بما وقع في عدد من المهرجانات في عهد الحكومتين السابقتين، معتبرا أن هذه الأخيرة ساهمت في "كبث" الشباب وداعيا في الوقت نفسه إلى إعمال بمبدأ الدستور القائم على الحرية والإبداع.