تسبب سؤال للمجموعة النيابية للعدالة والتنمية في مجلس النواب موجه لوزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد، حول المهرجانات الغنائية واستهداف قيم المجتمع المغربي، في إشارة لواقعة الرابور "طوطو"، في خلق ضجة كبيرة بالبرلمان خاصة بين مجموعة العدالة والتنمية وفريق الأصالة والمعاصرة. وقال بنسعيد، في مداخلة له خلال الجلسة الأسبوعية المخصصة للأسئبة الشفهية: "وزارة الثقافة تمثل جميع الثقافات والألوان الموسيقية و"تمغرابيت" وليس من دور الوزارة توقيف فنان أو فنانة، لكن لا يمكن أن نتفق مع أي فعل غير أخلاقي بالمجال العمومي، لأنني أب قبل أن أكون وزيرا ولن أقبل الكلام النابي سواء في المهرجانات أو الملاعب أو الشارع أو غيرها من الفضاءات العمومية". ودعا المسؤول الحكومي إلى التساؤل حول الأسباب التي تدفع الشباب إلى التعبير عن آرائهم ووجهة نظرهم بتلك الطريقة واللجوء، على حد قوله، لهذا العنف اللفظي في مختلف الفضاءات، متسائلا: "هل غابت السياسات العمومية للشباب في العشر سنوات الماضية ؟"، مشددا على أن دور الوزارة هو تصحيح أخطاء الشباب وإدماجهم داخل المؤسسات الثقافية والرياضية. وشدد بنسعيد، على ضرورة فتح حوار مع الشباب وتوفير برامج لهم ومواكبتهم، لأن مجموعة من الأمور تصدر عن هذه الفئة ليس فقط في المهرجانات بل أيضا في الملاعب الرياضية، مضيفا بقوله: "خليو الشباب يعيش الحياة"، خاتما تدخله بأغنية لناس الغيوان تقول: "سامحوا لبكم إلى تكلم، احنا قلال مافينا ميتقسم". من جهتها، اعتبرت نعيمة الفتحاوي، عن المجموعة النيابية للعدالة والتنمية، أن "المهرجانات الموسيقية، التي يحضرها عشرات الآلاف من اليافعين والشباب، أضحت، على حد قولها، حملات لترويج ومعاقرة الخمر والترويج للمخدرات ومنصة لإيحاءات جنسية "صادمة" وممارسات ماجنة وكلام ساقط مخل بالحياء"، مضيفة أن عددا من الندوات الخاصة بهذه المهرجانات أصبحت تدعو إلى سلوكيات مشينة، متسائلة عن دور وزارة الثقافة في حماية الهوية الثقافية للمغاربة. بالمقابل قال أحمد التويزي، رئيس فريق الأصالة والمعاصرة، إن "الأخلاق سلوك يومي وليس شعارا نردده"، مذكرا بما وقع في عدد من المهرجانات في عهد الحكومتين السابقتين، معتبرا أن هذه الأخيرة ساهمت في "كبث" الشباب وداعيا في الوقت نفسه إلى إعمال بمبدأ الدستور القائم على الحرية والإبداع. وتواصل السجال بين مجموعة العدالة والتنمية وفريق الأصالة والمعاصرة، حين تدخل رئيس مجموعة "البيجيدي"، عبد الله بوانو، حيث اتهم وزارة بنسعيد بدعم فيلم يشجع على "المثلية"، غير أن وزير الثقافة أكد أن هذا الفيلم تم دعمه في عهد الحكومة السابقة سنة 2017.