تستعد أسر الشعب المغربي كافة لاستئناف عام جديد من التمدرس لفائدة فلذات أكبادهم، فتيات وفتيانا، شابات وشباب، وكذا انطلاق إجراءات التسجيل والوثائق واللوازم... وكل هذا تحت شعار "من أجل مدرسة ذات جودة للجميع"، وهو الشعار الذي حمله المقرر الوزاري للموسم 2022/2023. ولكن ونحن على مشارف بداية هذا الموسم تستوقفنا مجموعة من التحديات والإكراهات التي يمكن أن تقف حجر عثرة في سبيل تحقيق هذا الشعار المنشود، لعل أبرز هذه التحديات السخط والتذمر الشديد المستشري والمنتشر بين فئات وأطر التربية والتعليم بسبب تأخير صرف مستحقاتهم المتعلقة بالترقية في الدرجة والرتبة لما يناهز سنوات، ثم تماطل الوزارة الوصية المستمر في الإفراج عن نتائج الامتحان المهني، الأمر الذي أدى إلى تشكيل تنسيقيات تعد لبرامج نضالية خلال هذا الموسم، تنضاف إلى البرامج المسطرة من قبل تنسيقية الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد، هذه التنسيقيات التي تعكس حاجيات فئات متعددة من موظفي وزارة التربية والتعليم الأولي والرياضة، في غياب تام لأي تحرك نقابي في هذا الصدد. هذا من جهة، ومن جهة أخرى المستوى الهزيل للمتعلمات والمتعلمين رغم محاولات التبسيط المستمرة والتنازلات المتتالية، على اعتبار أننا أمام أفواج مرحلة –كورونا – ولكن هذا التبسيط والتنازل سيكون له الأثر المدمر لاحقا على مجالات وميادين أخرى، ثم إن المستوى يقصد به التعليمي الأخلاقي، ثم المادي الذي يصعب معه تحمل تكاليف الدخول المدرسي بالنسبة لأصحاب التوجه الخصوصي والعمومي معا، رغم تعهد الوزارة بإخراج التزام تعاقدي بين الأسر والمؤسسات الخاصة، وأيضا تعهدها بالحفاظ على أثمنة المقررات والمستلزمات الدراسية ثابتة وفي المتناول. وأيضا هناك إكراه مرتبط بالاكتظاظ الذي تعاني منه الأقسام والذي ينعكس على جودة العملية التعليمية التعلمية، وهذا راجع إلى النمو البطيء لعدد المؤسسات مقارنة بالانفجار الديمغرافي للمجتمع. ويمكن أن نختم الإكراهات بالبرامج الدراسية التي لم تر أي تجديد منذ سنوات، لدرجة أن مجموعة من المحتويات الدراسية لم تعد مثار اهتمام من المتعلمين لأنها صارت تراثا قديما لا يساير العصر الذي نحن فيه. إن الطموح إلى انطلاقة دراسية إيجابية هو أمر جيد، ولكن يجب توفير البيئة المناسبة والتربة الملائمة لإنجاح الموسم، لأن إنجاح الموسم الدراسي ليس هو نجاح الجميع بنسب عالية قد لا تعكس واقعهم ومستوياتهم، وليس ضمان وجودهم داخل الفصول الدراسية بأي طريقة كانت، وإنما النجاح يكون بالمقاربة التشاركية التي تراعى فيها مصالح المتدخلين في العملية التعليمية التعلمية وآراءهم وطموحاتهم، والتحفيز العادل والبناء دون إغفال أي طرف وإعطاءه قدره من التقدير والأهمية. * مودنان مروان، أستاذ الثانوي التأهيلي. عضو الاتحاد الدولي للغة العربية.