أصدرت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة سلا المختصة في قضايا الإرهاب، الخميس الماضي، حكمها في حق المختل العقلي الذي أجهز ب"ساطور" على سائحة فرنسية في تيزنيت. وقضت محكمة الإرهاب بسلا، بعد 7 جلسات من المحاكمة، بثبوت حالة الخلل العقلي في حق المتهم وقت ارتكاب الأفعال المنسوبة إليه والتصريح تبعا لذلك بانعدام مسؤوليته الجنائية والحكم بإعفائه من العقاب بإيداعه بمستشفى الرازي بسلا. وكانت هيأة الحكم، قد قررت في مارس الماضي، عرض المتهم على خبرة طبية يعهد بها للمدير مستشفى الرازي بسلا لتحديد ما إذا كان المتهم أثناء ارتكابه الأفعال المنسوب إليه مصابا بإعاقة ذهنية مع تحديد طبيعتها وتاريخها ومدى تأثيرها على قواه العقلية. وكانت المصالح الأمنية، بأكادير قد اعتقلت، شهر يناير الماضي، الجاني البالغ من العمر 31 سنة، بدون سوابق قضائية، وذلك للاشتباه في تورطه في ارتكاب جريمة القتل العمد ومحاولة القتل العمد التي كانت ضحيتها مواطنتان أجنبيتان بكل من تيزنيت وأكادير. وكشفت التحقيقات الأولية حول جريمتي تيزنيت وأكادير، عدم وجود أي صلة لهما بالإرهاب، عكس ما تروج له وسائل إعلام أجنبية، حيث اتضح أن الجاني ليس إلا مختل عقليا، وكان نزيلا بمستشفى الأمراض العقلية، ولا علاقة له بالتنظيمات الإرهابية. وذكر بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني، أن إجراءات التحقق من الهوية والتنقيط بقواعد البيانات الأمنية ومراجعة السجلات الطبية، كشفت أن المشتبه فيه سبق إيداعه بجناح الأمراض العقلية بمستشفى الحسن الأول بتزنيت، لمدة شهر ابتداء من تاريخ 25 شتنبر إلى غاية 25 أكتوبر 2021، وذلك بموجب أمر تسخير صادر عن السلطة المحلية. هلوسات أثناء التحقيق حصلت جريدة "العمق" على نتائج تحقيق المكتب المركزي للأبحاث القضائية "البسيج" في جريمة قتل سائحة فرنسية بتيزنيت، والاعتداء على سائحة بلجيكية بأكادير. ووفقا معطيات حصلت عليها جريدة "العمق"، فإن المتهم خلال التحقيق معه أدلى بكلام وهلوسات تؤكد إصابته باختلال عقلي حيث يقول إن تصرفاته ناتجة عن أوامر وتوجيهات من "أصوات" مصدرها مسؤولون كبار في حكومات من القوى الغربية. وأضاف المتهم خلال التحقيق معه، أن هذه "الأصوات" تطلب منه أن يعيش في حالة غير صحية وغير نقية وذلك عن طريق جعل ملابسه متسخة بل وحتى تدنيس نسخة من القرآن الكريم بواسطة الغائط. كما تدعوه تلك الأصوات، وفق المعطيات المتوفرة، إلى إثارة الاضطرابات والعيش في عزلة بعيدًا عن أسرته، مضيفا أن هذه الأصوات نفسها تحثه أيضا على الانتحار والذهاب إلى الشواطئ خلال الليل. وكشفت التحقيقات، أن المتهم حاول الانتحار سنة 2012، وكان موضوع متابعة نفسية، حيث كان يتابع علاجه النفسي بقسم الطب النفسي بمستشفى تيزنيت بين 25 شتنبر إلى 25 أكتوبر 2021. كما صرح المتهم، وفق تحقيقات المكتب المركزي للأبحاث القضائية، أن الاعتداءات التي ارتكبها هي من وحي الشيطان هو الذي أمره بأن يقوم بالاعتداء على الغربيين ويهاجمهم بواسطة السلاح الأبيض.