انتقد الحسن ولد ماديك، وهو باحث موريتاني في تأصيل القراءات والتفسير وفقه المرحلة ولسان العرب، رد حكومة بلاده على تصريحات رئيس الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أحمد الريسوني، التي اعتبر فيها أن "وجود موريتانيا غلط" وأنها كانت جزءا من المغرب قبل الغزو الأوروبي للمنطقة. وقال ولد ماديك عبر تغريدة على حسابه ب"تويتر"، "ما كان لحكومة نواكشوط أن ترد على أراء الشيخ الريسوني الشخصية غير السياسية وغير المعبرة عن مواقف المخزن المغربي". ما كان لحكومة نواكشوط أن تردّ على آراء الشيخ الريسوني الشخصية غير السياسية وغير المعبرة عن مواقف المخزن المغربي ولم يكن المغرب يوما مصدر تهديد ولا مؤامرة على موريتانيا بل كان ولا يزال – قبلة طلبة العلم في جميع التخصصات – ومَنجَى المرضى الذين لا يجدون في بلدهم الغني رعاية صحية. — الحسن ولد ماديك (@alhacenma) August 18, 2022 وأضاف الباحث الموريتاني، أن المغرب لم يكن يوماً مصدر تهديد ولا مؤامرة على موريتانيا بل كان ولا يزال قبلة لطلبة العلم في جميع التخصصات ومنجى للمرضى الذين لا يجدون في بلدهم رعاية صحية. وكان ولد ماديك، قد قال في تغريدة سابقة، إن الريسوني اعتذر للموريتانيين بتوضيح ما أشكل وأعضل من تصريحه ذي السياق الشرعي غير السياسي، مبرزا أن الشيخ ليس له موقع سياسي في الإدارة المغربية. ولفت الباحث إلى أن الموريتانيين يسجلون في كل مناسبة قناعتهم بمغربية الصحراء، وبراءتهم من الانفصاليين في مخيمات العار. وفي أول تعليق رسمي على تصريحات رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أحمد الريسوني، قالت الحكومة الموريتانية إن هذه التصريحات "مردودة على صاحبها". وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة الموريتانية ووزير التعليم، ماء العينين ولد أبيه، خلال مؤتمر صحفي مساء أمس الأربعاء، إن تصريحات الريسوني "مردودة على صاحبها وكل من تلامس أي هوى عنده". وأضاف أن هذه التصريحات "لا تستند لأي مصدر، وتتعارض مع الشواهد التاريخية والجغرافية والقوانين والشرائع التي تحكم العلاقة بين الدول". وهاجم المسؤول الحكومي الموريتاني الريسوني قائلا "لا يوجد ما يعطيها أي مصداقية تحت أي جلباب، وأن صاحبها تبرأ من جلباب الحكمة والمصداقية". جدير بالذكر أن الريسوني تحدث في حوارمع موقع "بلانكا بريس"، قبل أسابيع، عن موضوع الصحراء المغربية واستقلال موريتانيا عن المغرب، وهو ما جر عليه انتقادات واسعة في الجارة الجنوبية للمملكة. واعتبر الريسوني في هذا الحوار أن "وجود موريتانيا غلط" مشيرا إلى أن موريتانيا كانت جزءا من المغرب قبل الغزو الأوروبي للمنطقة، مؤكدا أن "بيعة علماء موريتانيا وأعيانها للعرش الملكي ثابتة". وبعد الضجة التي أثارتها تصريحاته، قال الريسوني، في توضيح نشره على موقعه الرسمي إن استقلال موريتانيا "اعترض عليه المغرب لعدة سنين، لأسباب تاريخية.. ثم اعترف به، وأصبحت موريتانيا إحدى الدول الخمس المكونة لاتحاد المغرب العربي. فهذا هو الواقع المعترف به عالميا ومن دول المنطقة". واعتبر بأنه لا سبيل إلى الوحدة اليوم "إلا ضمن سياسة وحدوية متدرجة، إرادية متبادلة، وأفضل صيغها المتاحة اليوم هي إحياء اتحاد المغرب العربي وتحريك قطاره".