قامت بعثة اقتصادية فرنسية تمثل مختلف القطاعات والأنشطة الإنتاجية، أمس الخميس بزيارة لمدينة طنجة، للاطلاع على فرص الاستثمار ومناخ الأعمال بالمنطقة. كما شكلت زيارة الوفد، الذي يضم ممثلي أزيد من مائة مقاولة يقودهم بيير غاتاز رئيس منظمة أرباب العمل الفرنسية، مناسبة لاستكشاف الفرص التجارية المتاحة بجهة طنجةتطوانالحسيمة عامة ومنطقة طنجة بشكل خاص وإمكانية إقامة شراكات مع الفاعلين الاقتصاديين المحليين. وعقد وفد رجال الأعمال الفرنسيين بالمناسبة لقاء مع رئيس مجلس الرقابة للوكالة الخاصة طنجة المتوسط فؤاد البريني ومسؤولي المنطقة الحرة طنجة ومنطقة صناعة السيارات "أوتوموتيف سيتي " والسلطة المينائية لطنجة المتوسط تمحور حول موضوع "طنجة، قطب التنمية الاقتصادية للمغرب والمنطلق نحو أفريقيا". وتم خلال اللقاء عرض مختلف المكونات البنيوية والاقتصادية لميناء طنجة المتوسط ومحيطه السوسيواقتصادي والمناطق الحرة المتواجدة بجهة طنجةتطوانالحسيمة وبنيات الاتصال الطرقية والسككية والبحرية القائمة أو التي توجد في طور الإنجاز. وأعقب اللقاء زيارة لميناء طنجة المتوسط ومصنع "رونو" ،حيث عقد الوفد الفرنسي اجتماعا تناول بالخصوص المهن الصناعية الجديدة، التي يتركز الاهتمام عليها لمواكبة للتطور الذي تعرفه الصناعة الميكانية بالمنطقة ومتطلبات مواكبة حاجيات هذا القطاع الحيوي الواعد من العنصر البشري.. وشكلت الزيارة أيضا فرصة لرجال الأعمال الفرنسيين للتباحث مع السلطات المحلية لطنجة حول قضايا مختلفة تهم التهيئة الحضرية والتنمية المجالية في إطار برنامج طنجة الكبرى والفرص المتوفرة لإقامة المشاريع وإمكانات الاستثمار بجهة طنجةتطوانالحسيمة عامة ومنطقة طنجة بشكل خاص. وقال غاتاز في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن هذه الزيارة تندرج في إطار تعميق الروابط الاقتصادية والتجارية بين البلدين وتعزيز "العلاقات الودية والتاريخية" بين الدولتين الصديقتين، مشيرا إلى أن الزيارة تروم تكثيف التواصل والاتصال بين رجال أعمال الدولتين والتنقيب والبحث عن فرص بلورة المشاريع الاقتصادية والاستثمار، للمساهمة في الجهود المبذولة لتمكين فرنسا من أن تصبح "الشريك التجاري الأول للمغرب بدون منازع". وأضاف أن مدينة طنجة "حققت إنجازات هائلة، وتتميز بدينامية متفردة وتواجد فرص عمل معتبرة بفضل الرؤية المستنيرة والمتبصرة الملك محمد السادس والمشاريع الكبرى التي تم إطلاقها بالمنطقة، "مشيرا إلى أن الموقع الاستراتيجي ومستوى تكوين الموارد البشرية يشكلان دعامة أساسية للاستثمار المستدام وتحسين الجاذبية الاقتصادية. وأعرب غاتاز عن استعداد رجال الأعمال الفرنسيين للاستثمار في المغرب، البلد الذي يعرف نموا مضطردا وتقدما ملحوظا ولديه مؤهلات هائلة، تمكنه من تقديم الإضافة للقارة السمراء وتوفير منتوجات وخدمات من الطراز العالي. ومن جانبه، أكد المدير العام للمنطقة الحرة بطنجة المهدي التازي الريفي، أن هذه الزيارة تعكس الأهمية التي تمثلها طنجة للوفد الاقتصادي الفرنسي، مشيرا إلى أن هذه الزيارة تسمح بالتذكير بالوجود القوي للاستثمار الفرنسي الخاص بجهة طنجةتطوانالحسيمة، ومن جهة أخرى التعرف على الفرص الجديدة المتوفرة للاستثمار والتعاون. ويشكل ممثلو المقاولات الصغرى والمتوسطة نحو 80 في المائة من الوفد الفرنسي وهي مقاولات تنشط خاصة في قطاعات البناء والأشغال العمومية والخدمات اللوجستية والنقل والبيئة والطاقة والصناعة والابتكار والتعليم العالي والتكوين المهني. ويضم الوفد أيضا رئيسي نادي رؤساء مقاولات فرنسا-المغرب، ورئيس مجموعة "أبريل" كزافييه بولان ورئيس مجلس إدارة معهد المهن والفنون جان بول هيرتيمان. وخلال هذه الزيارة، التي تستمر يومين والمنظمة بالتعاون مع سفارة فرنسا بالمغرب وبشراكة مع الاتحاد العام لمقاولات المغرب، سيحل الوفد الفرنسي أيضا بمدينتي الدارالبيضاء والرباط، حيث سيلتقي بمسؤولين حكوميين وصناع القرار على المستوى المحلي.