شغلت ظاهرة الذاكرة اهتمام الفلاسفة والعلماء مند القدم، وأنتجت الكثير من النظريات، وأجريت العديد من التجارب والأبحاث، وكل ذلك لفهم الذاكرة والآليات التي ترتكز عليها. وتكمن أهمية الدراسة الجديدة التي أنتجها علماء الأعصاب بكلية العلوم والهندسة بجامعة تولين وكلية الطب بجامعة تافتس الأمريكية، في كونها تجيب عن سؤال: ما هي آلية تشكل الذاكرة طويلة الأمد؟ فما هي الذاكرة؟ وما أنواعها، وكيف تتشكل آلية الذاكرة طويلة الأمد؟ ما الذاكرة، وما أنواعها؟ الذاكرة، حسب ويكيبيديا، هي إحدى قدرات الدماغ التي تُمكِّنه من تخزين المعلومات واسترجاعها. وتدرس الذاكرة في حقول علم النفس الإدراكي وعلم الأعصاب. وهناك عدة تصنيفات للذاكرة بناء على مدتها، طبيعتها واسترجاعها للحالات الشعورية. وغالبًا ما تفهم الذاكرة على أنها نظام معالجة معلومات لها وظائف صريحة وضمنية مكونة من معالجات حسية، ذاكرة قصيرة الأمد، وذاكرة طويلة الأمد. تساعد المعالجات الحسية على الشعور بالمعلومات من العالم الخارجي على شكل إيعازات فيزيائية وكيميائية، والتعامل معها على أساس مستويات مختلفة من التركيز والعزم. وحسب نفس المصدر، تعمل الذاكرة قصيرة الأمد كمعالج ترميز وإسترجاع. تشفر المعلومات التي تكون على هيئة إيعازات وفقًا للوظائف الصريحة والضمنية من قبل معالج الذاكرة قصيرة الأمد. تقوم الذاكرة قصيرة الأمد كذلك باسترجاع معلومات من مواد مخزونة سابقًا. وأخيرًا، وظيفة الذاكرة طويلة الأمد هي تخزين البيانات من خلال نماذج وأنظمة مختلفة. تُعرف الأنظمة الصريحة والضمنية للذاكرة على أنها أنظمة تصريحية وغير تصريحية. تتضمن هذه الأنظمة نوايا ذات معنى لإسترجاع وخزن الذاكرة، أو قلة ما إلى ذلك. الذاكرة الصريحة هي الخزين الإدراكي والبيانات المتعلقة بالذكريات. وتحت الذاكرة الصريحة تكمن الذاكرة الدلالية والعرضية. تشير الذاكرة الدلالية إلى الذاكرة التي ترمز بمعنى معين، في حين أن الذاكرة العرضية تشير إلى المعلومات التي يتم تشفيرها على طول المستوى الزماني والمكاني. الذاكرة الصريحة هي العملية الأساسية التي يشار إليها عند الإشارة إلى الذاكرة. آلية تشكل ذاكرة طويلة الأمد للأحداث المرعبة حسب "القدس العربي"، شرح فريق من علماء الأعصاب بكلية العلوم والهندسة بجامعة تولين وكلية الطب بجامعة تافتس الأمريكية، آلية تشكل ذاكرة طويلة الأمد للأحداث المرعبة. وحسب نفس المصدر، نقلت مجلة "نيتشر كومينيكيشنز" العلمية عن الفريق العلمي أن هذه العملية تجري في اللوزة الدماغية (الجسم اللوزي) وهو جزء الدماغ المسؤول عن العواطف. ومن الممكن أن يؤدي فهم هذه العملية إلى التوصل لعلاجات للعديد من الأمراض التي تصيب الذاكرة، وخاصة مرض "الزهايمر" التي لا يجد له الأطباء علاجاً حتى الآن. وقد لاحظ الباحثون خلال هذه الدراسة، أن المركب الكيميائي العضوي نورإبينفرين أو نورأدرينالين (norepinephrine) الذي ينتج في حالات المواقف العصيبة، يسهل ترسب الذكريات المرعبة في الدماغ، لأنه يحفزه إلى حالة من الإثارة الشديدة. وتجري هذه العملية بفضل تحفيز مجموعة معينة من الخلايا العصبية المثبطة في الجسم اللوزي. يذكر أن باحثين كنديين من جامعة كولومبيا البريطانية تحدثوا لأول مرة في أيار/مايو 2022 عن تأثير تحفيز الدماغ المغناطيسي عبر الجمجمة في المرضى الذين يعانون من اضطراب الاكتئاب. ووفقا لهم، فإن هذه الطريقة في العلاج لها تأثير مفيد في المرضى، لأنها تزيد من نشاط مناطق الدماغ المسؤولة عن المكافأة والتحكم في المشاعر. يشار إلى أن الذاكرة تُعرّف على أنّها "الوعاء أو الصندوق الذي يُخزّن فيه الإنسان المعلومات والخبرات والتجارب التي يتلقّاها من العالم الخارجي" وتقسم الذاكرة إلى ثلاثة أنواع الذاكرة الحسيّة، والذاكرة قصيرة المدى، والذاكرة طويلة المدى. ويقول العلماء إن الذاكرة قصيرة المدى تستقبل المعلومات من الذاكرة الحسية ويتم معالجتها في الذاكرة قصيرة المدى، ثمّ إرسالها إلى الذاكرة طويلة المدى، وفي حال عدم نقل المعلومات إلى الذاكرة طويلة المدى خلال خمس عشرة ثانية فإنّ المعلومات تُنسى ولا تُخزن مثل: سماع رقم تلفون. وحسب الكثير من الأبحاث، فإنه لضمان ذاكرة قوية وتخزين أفضل للمعلومات يمكن اتّباع عدد من الخطوات، من بينها الكتابة وتدوين المعلومات، وكذلك الاهتمام بالغذاء، وكذلك النوم، حيث على الشخص الاهتمام بصحّة الجسم وراحته وخاصّة النوم، حيث تشير إحدى الدراسات إلى أن النوم هو من حاجات العقل الضرورية، فالعقل يعمل بشكل مستمر ولا يتوقف عن التفكير وحفظ كل ما يراه ويسمعه؛ لذلك فهو بحاجة لفترة لا تقلّ عن 8 ساعات من الراحة. كما يوصي الأطباء بممارسة الرياضة لضمان إبقاء الذاكرة بصحة جيدة، حيث تضمن الرياضة كفاءة عالية لخلايا الدماغ وبالتالي قدرة عالية على استيعاب وتخزين المعلومات.