يقود نزار بركة وزير التجهيز والماء، وفدا مغربيا رسميا مهما للمشاركة في أشغال الدورة التاسعة للمنتدى العالمي للماء الذي افتتح اليوم الإثنين في ديامنياديو في ضواحي العاصمة السنغاليةدكار. وعلى غرار الدورات السابقة للمنتدى العالمي للماء، تميزت جلسة افتتاح أشغال الدورة التاسعة بحفل تسليم النسخة السابعة لجائزة الحسن الثاني العالمية الكبرى للماء، للفائز بها "منظمة تنمية نهر السنغال"، من طرف نزار بركة. وقد تم إحداث جائزة الحسن الثاني العالمية الكبرى للماء سنة 2000 بمبادرة مشتركة بين المملكة المغربية والمجلس العالمي للماء، ومنحت لأول مرة خلال المنتدى العالمي الثالث للماء بكيوطو باليابان سنة 2003. وتكتسي هذه الجائزة الكبرى صبغة تاريخية وفريدة من نوعها، سواء من خلال رمزها الذي يكرم ذكرى جلالة الملك الراحل الحسن الثاني طيب الله ثراه، عرفانا بسياسته الحكيمة والاستباقية في مجال التعاون والتضامن من أجل تدبير مستدام للموارد المائية والمحافظة عليها، أو من خلال محتواها الذي يهدف الى مكافأة التميز في الإنجازات والمساهمات لإيجاد حلول مستدامة لإشكاليات الماء على جميع الأصعدة. وجدير بالذكر أنه قد تم تعزيز هذا التميز الدولي المرموق المقرون بهذه الجائزة العالمية بعد الرفع من قيمتها، ابتداء من هذه الدورة، من مائة ألف الى 500 ألف دولار أمريكي بفضل الارادة العليا لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، وفق ما ذكر بيان لوزارة التجهيز والماء. وحيث أن هذه الجائزة المرموقة تحمل دلالات عميقة تنطوي على مبادئ التضامن وتشجيع العلم والابتكار والعمل المثمر في مجال الماء، خاصة في ظرفية عالمية مناخية تتسم بالتغير وعدم الاستقرار، فقد تقرر تنظيم نسختها السابعة هاته تحت شعار " الأمن المائي المحلي من أجل تحقيق التنمية المستدامة والأمن الغذائي". وفي هذا الصدد، أكد السيد نزار بركة أن شعار النسخة السابعة من جائزة الحسن الثاني العالمية للماء والمتمثل في "الأمن المائي المحلي من اجل تحقيق التنمية المستدامة والامن الغذائي" يتطابق بشكل مثالي ومتميز مع عمل ورؤية الفائز الحالي بالجائزة. وبالموازاة مع حضورهم في المنتدى العالمي التاسع للماء من خلال تسليم جائزة الحسن الثاني العالمية الكبرى للماء، وتخصيص رواق خاص بالمغرب، من المقرر ان يقوم أعضاء الوفد المغربي، وعلى رأسهم السيد نزار بركة، بالمشاركة في أشغال عدد مهم من المؤتمرات الوزارية والاجتماعات رفيعة المستوى خلال هذا المنتدى. ومن هذه الأنشطة ندوة مهمة تنظمها المملكة المغربية يوم الخميس 24 مارس حول تنمية العالم القروي للتأقلم مع آثار التغيرات المناخية. وسيشكل المنتدى التاسع للماء فرصة للسيد بركة لإجراء عدة لقاءات ثنائية مع نظرائه الوزراء المشاركون في المؤتمر من أجل تدارس سبل تطوير وتثمين علاقات التعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك. ويجمع هذا الملتقى العالمي الذي تحتضنه مدينة دكار، كل الأطراف المعنية من مختلف بقاع العالم، من أجل تعبئة المجتمع الدولي حول القضايا المتعلقة بالماء وبالتالي المساهمة في رفع التحديات التي يواجهها العالم في هذا الصدد. ويتم تنظيم المنتدى العالمي للماء مرة كل ثلاث سنوات من طرف المجلس العالمي للماء و بلد مضيف. وتمثل هذه النسخة تحديا خاصا على اعتبار انها تنظم لاول مرة في بلد افريقي جنوب الصحراء وبالتالي فهي مناسبة لتدارس التحديات الخاصة بالقارة الافريقية المرتبطة بالماء والتطهير. فمنذ مراكش 1997 ووصولا الى برازيليا 2018، سيتم من جديد تكريس المنتدى العالمي للماء بدكار 2022 كأرضية فريدة لتبادل الخبرات والمعارف وتعبئة قدرات الابتكار والإبداع حول القضايا المتعلقة بالأمن المائي. وحيث أن الماء ليس مادة حيوية فحسب بل توفره وجودته يؤثران مباشرة على رفاه البشرية وتنميتها، اتخذت هذه الدورة كشعار لها " الأمن المائي من أجل السلام والتنمية"، لتجسد محطة استراتيجية للأجندة الدولية من أجل إرساء وترسيخ الوعي الجماعي العالمي لضرورة اعتبار الماء أحد العوامل الرئيسية المحفزة للتنمية والتي تمكن من القضاء على الفقر.