إذا كنتَ تحبُّ شخصا.. وكان هو المُغَذّي الأساسي للعلاقة.. ومصدرُ حياتها ونبضها.. وكان بالنّسبة لك " كلّ شيء" .. البطل والوهج والبريق.. وكنت انتَ الطرف الذي ينتظر المَدَد.. وكان رحيله يعني بالنسبة لك اللاحياة.. سأقول لك، أنك تعيش أخطر انواع العلاقات: علاقة الحبل السري. انت مربوط به كالحبل السري تماما.. وتحتاج أن تقطع هذا الحبل، حتى تحبه بكامل قواك النفسية.. الرُّبْطَة " في لهجتنا نعني بها الحب …الحب الحارق.. وفي تراث العيطة سنجد أن " المربوط " شخص مسلوب الارادة أمام الحبيب.. وفي انتظار دائم للمدد.. الا يمكن أن نحبّ الا ونحن رهن القيد وهاته " الرّبطة" اللعينة؟ أنا باغي نبغي وأنا محلول ماشي مربوط!! دعني اهمس لك بشيء: إذا كنت لا زلت لم تتزوج بهذا الشخص.. فاسلك طريق التعافي أولا.. وأما في الزواج.. فتكون علاقة الحبل السري بادية للعيان.. الزوج غالبا هو الوجود.. ومصدر العطاء المادي والمعنوي.. هو المركز بالنسبة لزوجته.. كعبة تدمن الطواف حولها.. غالبا هو يعمل على الا يكون لها غيره.. لا صداقات.. لا دراسة.. لا عمل.. وحتى الاهل سيقزّم علاقتها بهم! علاقة " الربطة " ليس لها بدائل صحية.. هي نوع من الاستعباد الخفي غير المعلن.. علاقة أقرب للإدمان. الأفلام والاغاني روجوا كثيرا لهذا النوع من الحب.. وجملة:" أنت بالنسبة ليا كلشي " ..بصوت منى فتو. أويلي على " كلشي…!!! " ماذا لو اختفى هذا ال" كلشي " ..ماذا لو آذاك وأهانك..ماذا لو " قطع عليك لما والضّو" .. كيف سيصبح شكل الحياة وانت تعيشها بين نارين.. نار البقاء.. ونار الفقد. سيدتي/سيدي.. اقطع الحبل السري الذي يربطك به.. وافتح ذراعيك للأصدقاء والأهل.. لدراسة.. لعمل مهما كان بسيطا.. لأن المهم هو تعافيك النفسي الذي سيجعلك تحبّه في حرية.. واخذ وعطاء. ثُمَّ…نأتي إلى الأخطر.. علاقة الأم التي لم تقطع الحبل السري مع أبنائها.. ولسان حالها: انا الأصل.. انا العطاء.. انا " الريّ والشّوار".. انا رضى الله.. انا الجنة…! ما بقا ما يتقال…!!! لأن هذا النوع من الحب المريض يستمد قوته وقداسته من الله مباشرة.. ويشهر في وجهك سلاح " ها السّخط ها الرّضا " وكلنا يسعى للرضا.. فهل ندفن اختياراتنا؟ والدي.. والدتي، اقطع الحبل.. ودعني أعيش تجربتي.. فشلي ونجاحي وتعثري.. لا أريد أن المح في عينيك شماتة وأنا أفشل.. وكأنك لم تكن تنتظر غير هذا.. لتقيم لي المشانق " وتعاود ليا التّرابي " على كَبَر! بغيت الرّضا.. وبغيت نفسي.. تريدني أن أحقق لك أحلامك.. وأريد أن أحقق أحلامي تريدني أن أكمل المشوار الذي عجزت أنت عن اتمامه…مشواركَ.. وأريد أن أسير مشواري تراني مشروع حياتك.. واراني مشروع حياتي ارتباطي المريض بك.. إعاقة نفسية، قد أدفع ثمنها عمرا كاملا.. ايُرْضيك؟ لا أريدُ أن ألعبَ في الحياةِ دورا كتَبتَهُ لي.. أريدُ أن ألعبَ دوري.