ما بين 22 و26 نونبر، سيقص شريط الدورة السادسة للمهرجان الدولي لمدارس السينما بالمدينة الجميلة تطوان، مهرجان تنظمه جمعية بدايات للفن والسينما وكلية الاداب والعلوم الانسانية مرتيل، بدعم من المركز السينمائي وبشراكة مع مؤسسات وطنية ودولية، مهرجان له ميزته وخصوصيته الفنية والتربوية والثقافية والتكوينية، لاسيما ومن جملة أهدافه، التربية على الصورة في زمن الصورة، بل وفي عصر من الصعب فهم أسرار عولمته دون فهم أسرار وسياقات صوره. دول وتجارب وحساسيات سينمائية مختلفة ستشارك في هذه النسخة السادسة، ومن دول عديدة، فقرات وبرامج عديدة سطرتها الجهة المنظمة والتي اشتغلت، وكعادتها، على محتويات هذه الدورة ومنذ عدة شهور، لاسيما وان سياقات الجائحة فرضت العديد من الايقاعات، مما جعل الجميع متعطشا للفن السابع، لاسيما من لدن الطلبة والباحثين والشباب، الذين تستهدفهم هذه الدورة والمهرجان ككل. ورشات المهرجان التي تقدم للطلبة أجوبة متعددة لحاجياتهم التقنية والفنية والجمالية، فقرة رئيسية ضمن هذا المهرجان، بالإضافة إلى ماستر كلاس الذي ستقدمه أسماء راكمت تجربة وخبرة في السينما بنوعيها( الروائي والوثائقي). فرجة الأفلام ومناقشتها، أكيد هي الأخرى لها خصوصيتها وتربيتها التي على طلبتنا وشبابنا الانغماس فيها، في أفق اكتساب تربية بصرية جمالية ستنفعهم وتجعلهم يكتبون ويفكرون بلغة الصورة/الجمال. هذا المهرجان، هو اليوم حاجة وضرورة لاسيما وانه ينظم في رحاب جامعي ويكتسب صبغته البحثية والعلمية، ويمنح الطلبة الذين اختاروا السينما بشكل عام والوثائقي بشكل خاص، أفقا للتفكير والتدريب والاحتكاك مع تجارب دولية مختلفة. وفق ما سبق يتأكد بالملموس، الحاجة إلى مثل هذا المهرجان الدولي الذي اختار مدارس السينما تيمة له للتفكير والتكوين والمساءلة والتحليل وتقاسم التجارب والخبرات. من هنا وجب على طلبتنا وشبابنا على وجه الخصوص، الاستفادة من هذه التجربة التي هي اليوم بين أيديهم. التكوين في السينما لم يكن متاحا في تاريخ التكوين السينمائي ببلادنا سابقا، كان من نصيب فئات قليلة هاجرت لفرنسا للتعلم والتكوين والبحث. اليوم الجامعات المغربية تمكنت ان تستجيب لهذه الحاجيات وبدأنا نشاهد خريجي هذه الجامعات يقطفون ثمار مجهودات من كونهم وعلمهم وتقاسم معهم ، وهم من هاجروا من أجله لفرنسا وغيرها من الدول الاروبية. بل من بين خريجي جامعاتنا المغربية، في مجال السينما والفنون، من يحمل مشعل التكوين والبحث فيها ويساهم في تطويرها. تجربة كلية تطوان في مجال الدراسات السينمائية بشكل عام، والوثائقي، بشكل خاص، تبقى رائدة ولها قيمتها النوعية في تكوين طلبتنا وشبابنا في المجال الفيلمي الوثائقي، الذي هو اليوم، تكوين له قيمته ونوعيته وأهميته، في زمن أصبح الفيلم الوثائقي لغة تعبيرية وفنية وبصرية وجمالية لابد منها. من هنا وجب التكوين والتعلم والبحث في كيفية كتابة سينمائية وثائقية مميزة عما ربانا عليه التلفزيون من أعمال تلفزيونية وثائقية (روبورطاجات)، جعلتنا نعتقد أنها هي السينما الوثائقية، بينما هذه الأخيرة لها مميزاتها التعبيرية والبصرية والجمالية ككل. أعتقد ان هذا المهرجان، وهو يقص شريط الدورة السادسة، سيكون له مستقبل مفيد لطلبتنا وشبابنا، بل هو أيضا دبلوماسية جامعية صورية ( نسبة الى الصورة) موازية ومعرفة بمجموعة من التحولات الإيجابية والمفيدة التي تعرفها بلادنا بشكل عام وشمال المغرب على وجه الخصوص.