أسدل الستار مساء السبت على فعاليات الدورة الثانية من المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي، بمدينة خريبكة، بتتويج فيلم«أبو القاسم الشابي» لل تونسية هاجر بن نصر بالجائرز الكبرى، كما فازت نفس المخرجة بجائزة النقد عن نفس الفيلم. وعادت جائزة الاخراج للمخرج الشاب علي بنجلون ابن حسن بنجلون عن فيلمه «مسار لاجئين»، أما جائزة لجنة التحكيم فقد آلت إلى المخرجة اللبنانية إليان الراهب عن فيلمها «هايدا لبنان». في هذا السياق فقد أثنى محمد باكريم عن المركز السينمائي المغربي، أثناء هذا الملتقى السينمائي، على هذه التظاهرة الدولية الفنية الكبرى، واعتبرها من المبادرات الجادة التي تساهم بشكل كبير، في رد الاعتبار للفيلم الوثائقي، الذي مر في المغرب بمراحل صعبة للغاية. وقال باكريم إن المهرجان، قام بجهود جبارة في إعطاء السينما الوثائقية قيمتها الفنية والابداعية، مؤكدا ان المركز السينمائي على استعداد كبير لدعم هذه التجربة، التي وصفها ب«الجادة»، والتي تأتي بأجوبة مهمة للفيلم الوثائقي والروائي. من جهته اعتبر رئيس المهرجان الدكتور الحبيب ناصري، في كلمة بالمناسبة، أن المهرجان ولد من رحم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، مؤكدا كل المبادرات الداعمة لهذا المهرجان، كشكل من اشكال المساهمة في التنمية الثقافية المحلية. وأكد أن هذه الدورة التي احتفت بالسينما السورية، تسعى بكل جهد فني جميل، إلى إضافة لبنة جديدة في جدار المجال الثقافي والفني المغربي، وذلك في مبادرة جادة من فعاليات المجتمع المدني، في زمن حكامة جديدة، مؤمنة بدور المجتمع في بناء فكر حر، مبني على المساءلة والرغبة في تقاسم لحظات الألم والأمل، والتفكير الممتعة والهادفة الى تعميق الاحتفاء بالصورة. وأعرب عن طموحه الكبير في إنجاح هذا المهرجان، وذلك من أجل إضافة بسمة جديدة للحقل الثقافي والفني المغربي والعربي، المؤمن بالمبادرة الحرة الجميلة المبنية على عشق سؤال الجمال. كما أشار في شهادة للمحتفى به، أنها تكريم بلحاج تعد لحظة تارخية بكل ما تحمله الكلمة من معنى معرفي وفني وإبداعي وإنساني، لما لهذا المبدع المغربي الذي سطع نجمه في العديد المناسبات والتظاهرات العربية الدولية، وفي قناة الجزيرة الوثائقية التي يشتغل فيها. وأضاف أن بلحاج هرم فني مغربي، وواحد من مهندسي السينما الوثائقية على المستوى العربي، ببعدها الانساني والجمالي، مبرزا أن عمقه الفني يتميز بنوع من «الجدبة» الفنية، التي تفضي بالمتلقي الى ضفاف السحر، والصورة السينمائية الراقية والفرجة الفنية المشتهاة. واعتبر هذا الاكاديمي المغربي الذي يتحدر من مدينة وجدة، العاشق لفن السمعي البصري، القادم الى المجال بعد دراسات معمقة في فرنسا وكندا، واحدا من النقاد السينمائيين للسينما والصورة الوثائقية، وأحد مبدعي الإنجاز الجمالي والشعري للصورة، وذلك من خلال العديد من الأعمال والروبورطاجات المتميزة. وأوضح ان تكريم بلحاج، هو تكريم للسينما والابداع العربي الوثائقي، بكل ما تحمله الكلمة من معنى، إيمانا من المهرجان بتقدير الاعمال الناجحة، والاحتفاء بكل ما هو جمالي وفني وانساني على المستويين العربي والدولي. وشارك في هذا المهرجان الذي شكل لحظة مضيئة في التاريخ الفني والثقافي بعاصمة الفوسفاط، إلى جانب المغرب كل من الولاياتالمتحدةالأمريكية وتونس وموريتانيا ولبنان وبلجيكا وفرنسا وإيطاليا وتركيا وفلسطين ومصر وسوريا ضيفة شرف الدورة، وتكونت لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للمهرجان الذي اقيم على مدى ثلاثة أيام من المخرج المغربي محمد بلحاج من الجزيرة الوثائقية والجامعي والناقد سعيد يقطين والمخرج ريمون بطرس والناقدة السينمائية لمى طيارة، من سوريان والمخرج سعيد عز الدين من مصر. ولتقييم الجانب الإبداعي في الأفلام الوثائقية المشاركة تم إحداث لجنة للنقد ضمت الناقد والكاتب فؤاد زويريق من هولندا والمحجوب بن موسى رئيس مهرجان الفيلم المغربي بروتردام، وعبد السلام الموساوي المدير الفني للمهرجان الوطني للفيلم التربوي بفاس من المغرب. ، وذلك في مبادرة من جمعية المهرجان لانفتاح فعالياته على المؤسسات التعليمية.