أحرز الفليم التونسي "أبو القاسم الشابي شاعر الحب والحرية" على الجائزة الكبرى للمهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بخريبكة, من ضمن 12 فيلما وثائقيا تبارت في إطار المسابقة الرسمية لهذه التظاهرة التي امتدت فعاليات نسختها الثانية من 21 إلى 23 أكتوبر الجاري. كما فاز الفيلم ذاته بجائزة لجنة التحكيم الخاصة بالنقد, التي تحمل هذه السنة اسم الناقد السينمائي المغربي الراحل نور الدين كشطي, وذلك بالنظر لاستثمار المخرجة هاجر بن نصر بشكل أمثل لمختلف الوثائق التاريخية وحسن توظيف الشهادات الحية في حق هذا الشاعر الكبير وذلك في قالب فني لا يخلو من المتعة الفرجوية فضلا عن استثمارها النماذج الشعرية الدالة التي تميز مساره الإبداعي والنضالي. ويلامس هذا الإبداع الفني على مدى 40 دقيقة أهم مراحل حياة الشاعر التونسي العربي الكبير أبو القاسم الشابي (1909/1934) وذلك من خلال اعتماد المخرجة لمجموعة من الوثائق التاريخية وشهادات الأقارب وعدد من كبار المفكرين والمبدعين والأدباء عبر العالم العربي, وقوفا عند باقة من قصائده التي تغنت بمختلف مناحي الحياة. وتتكون لجنة التحكيم الخاصة بالنقد من الناقد والكاتب فؤاد زويريق من هولندا والمحجوب بن موسى رئيس مهرجان الفيلم المغربي بروتردام (هولندا) وعبد السلام الموساوي المدير الفني للمهرجان الوطني للفيلم التربوي بفاس. من جهة أخرى, عادت جائزة لجنة تحكيم المسابقة الرسمية التي يرأسها المخرج المغربي محمد بلحاج, من الجزيرة الوثائقية, للشاب المغربي الواعد علي بنجلون الذي حاول في فيلمه "مسار اللاجئين" (52 دقيقة) معالجة إحدى القضايا الإنسانية التي كشف من خلالها النقاب عن معاناة شريحة من المجتمعات بإفريقيا والمشرق العربي والتي فضلت اللجوء إلى المغرب هروبا من أوضاعها المزرية الناجمة أساسا عن الفقر أو ويلات الحروب. أما جائزة الإخراج فقد كانت من نصيب المخرجة اللبنانية إليان الراهب حيث تطرقت في أطوار فيلمها "هايدا لبنان" (58 دقيقة), إلى الصراعات الطائفية التي يشهدها هذا البلد وسعت من خلال وقوفها عند مجموعة من المراحل التاريخية الكشف عن حقيقة الوضع المتدهور الذي أفرزته الحرب الأهلية. يذكر أن الافلام المتبارية في المسابقة الرسمية للمهرجان كانت تمثل كلا من المغرب وتونس وموريتانيا ولبنان وفلسطين ومصر وسورية وتركيا وبلجيكا وفرنسا وإيطاليا والولايات المتحدةالأمريكية. وقد تضمن برنامج هذه الدورة تكريم سورية باعتبارها ضيفة شرف هذه السنة وللمخرج المغربي محمد بلحاج والمخرج السوري ريمون بطرس, فضلا عن تنظيم ندوة علمية حول "صورة العرب في الفيلم الوثائقي الأجنبي.. نحو تقارب حضاري بين الشعوب" وأخرى تهم تجربة الجزيرة الوثائقية.