انطلقت أمس الخميس بالمركب الثقافي بخريبكة الدورة الثانية للمهرجان الدولي للفيلم الوثائقي، الذي تتواصل فعالياته إلى غاية 23 أكتوبر الجاري، بمشاركة 12 فيلما وثائقيا. وتمثل هذه الأفلام، المنتقاة من أصل 40 عملا إبداعيا كانت مرشحة لتخوض غمار المسابقة الرسمية، كلا من المغرب وتونس وموريتانيا ولبنان وفلسطين ومصر وسورية وتركيا وبلجيكاوفرنسا وإيطاليا والولاياتالمتحدةالأمريكية. وتم خلال حفل الافتتاح تكريم خص به المنظمون سورية باعتبارها ضيفة شرف هذه السنة وذلك بعرض أحد الأفلام خارج المسابقة الرسمية بعنوان "الشاهد" (15 دقيقة) أنتج سنة 1986، واعتمد فيه المخرج السوري ريمون بطرس على أسلوب الحكي بلغة لا تخلو من الشاعرية متعقبا حركات الكاميرا في رصدها للمسار التاريخي الذي سلكه الإنسان في علاقة مع الحضارات التي تعاقبت على ضفتي نهر العاصي الذي ينبع من لبنان ويعبر سورية ليصب في البحر الأبيض المتوسط. وبالمناسبة، أكد السيد عصام سليمان الوزير المفوض لدى السفارة السورية بالرباط، لدى تسلمه درع التكريم من طرف عامل إقليمخريبكة، أن هذه الالتفاتة التي حظيت بها بلاده تؤكد عمق علاقات التعاون القائمة بين البلدين خاصة في المجال الثقافي، معتبرا أن المهرجان بمثابة حلقة لإبراز القيم التي تحكم حياة الفرد في كافة الأقطار والدفع بها نحو الأفضل. وفي السياق ذاته، أشار السيد محمد بكريم باسم المدير العام للمركز السينمائي المغربي إلى أن احتضان الإقليم لثاني دورة على التوالي يعيد للأذهان ما راكمته خريبكة من تظاهرات كبرى همت، بالأساس، مجال الفن السابع، مبرزا أن انخراطها في تنظيم مهرجان الفيلم الوثائقي يستدعي مزيدا من الدعم والتشجيع لكونها تساهم في إعادة الاعتبار لهذا الجنس السينمائي الذي عاش عصره الذهبي بالمغرب خاصة في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي. من جهته، نوه رئيس جمعية المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بخريبكة السيد الحبيب ناصري بالدعم الذي قدمته العديد من الجهات، من عمالة إقليمخريبكة والمركز السينمائي المغربي ومجمع الشريف للفوسفاط والمجلس البلدي بخريبكة وغيرهم، لتنظيم هذا الهرجان. وقال إن جمعية المهرجان تتوخى من وراء هذا المحفل الدولي الانخراط في بناء مجتمع معرفي وفني، وفكر حر مبني على المساءلة والرغبة في تقاسم لحظات التفكير الممتعة والهادفة إلى تعميق التفكير بالصورة بشكل عام، وثقافة صورة الفيلم الوثائقي بشكل خاص./يتبع/. وعرف اليوم الأول من المهرجان أيضا تكريم المخرج المغربي محمد بلحاج بقناة "الجزيرة الوثائقية"، كما تم استرجاع أهم محطات الدورة الأولى للمهرجان من خلال شريط وثائقي قصير، قبل تدشين الجزء الأول من المسابقة الرسمية بعرض الفيلم السوري "شوية وقت" للمخرج ماهر صليبي، والشريط الوثائقي التونسي "أبو القاسم الشابي" للمخرجة هاجر بن ناصر، ثم الفيلم الايطالي "أصوات ونظرات وراء الجدار" لسارة بونيلو. أما باقي الأفلام المختارة للمشاركة في هذه التظاهرة فهي "مسار لاجئين" للمخرج علي بن جلون (المغرب)، و"نزوة التدوين" لمحمد ممدوح (مصر)، و"دوشة" لفايق جرادة (فلسطين)، و"هايدا لبنان" لإليان الراهب (لبنان)، و"الكبة" لمحمد سالم دندو (موريتانيا)، و"ولادة الفينيكس" لارسن سيرا (تركيا)، و"شو سار ?" لدكول العيد (فرنسا)، و"الملجأ" لنادية تويجر (بلجيكا)، و"سياقة الحلم" لهارولد بلانك (الولاياتالمتحدةالأمريكية). ويتضمن برنامج هذه الدورة ندوة حول "صورة العرب في الفيلم الوثائقي الأجنبي .. نحو تقارب حضاري بين الشعوب" وندوتين أخريين كحوار مفتوح مع المخرج محمد بلحاج حول "تجربة الجزيرة الوثائقية" ومع المخرجين لمى طيارة وريمون بطرس حول" تجربة السينما السورية". وتتكون لجنة تحكيم مسابقة المهرجان من المخرج المغربي محمد بلحاج، والفرنسية كاترين بوات فان المختصة في مجال المونتاج وتوضيب الأفلام، والمخرج ريمون بطرس والناقدة السينمائية لمي طيارة (سورية)، والمخرج سعيد عز الدين (مصر). ولتقييم الجانب الإبداعي في الأفلام الوثائقية المشاركة تم إحداث لجنة للنقد تضم الناقد والكاتب فؤاد زويريق من هولندا والمحجوب بن موسى رئيس مهرجان الفيلم المغربي بروتردام (هولندا) وعبد السلام الموساوي المدير الفني للمهرجان الوطني للفيلم التربوي بفاس.