انطلقت مساء الخميس، فعاليات الدورة الثانية من المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي، بمدينة خريبكة، وذلك بتكريم السينما السورية، ومخرج قناة الجزيرة الوثائقية المغربي محمد بلحاج. واشاد رئيس المجلس البلدي محمد الزكراني في افتتتاح الدورة، التي تسضيف سوريا كضيف شرف، بمشاركة 12 فيلما بهذا المهرجان الذي يعد بادرة حقيقية من اجل ارساء ثقافة سينمائية جادة، تراهن على اعطاء القيمة الفضلى للسينما الوثائقية والروائية. وأكد في كلمة بالمناسبة، التي حضرها عامل اقليمخريبكة محمد صبري، وعدد كبير من الوجوه الفنية والسينمائية، ان المجلس البلدي سيبظل سندا لكل التظاهرات الثقافية الهادفة والجادة، معربا عن طموحة في ان تكون الدورة محطة لانطلاقة متميزة ذات اشعاع متجدد وترسيخا مستديم لعلاقة الود، بين الاقليم والفن السابع في شكله الثوثيقي، وتتويجا لتتبع ثقافي وفني لسؤال الصورة بغية المساهمة في سد الخصاص الحاصل في الاهتمام بهذا المجال. من جهته، اثنى محمد باكريم عن المركز السينمائي المغربي، على هذه التظاهرة الدولية الفنية الكبرى، واعتبرها من المبادرات الجادة التي تساهم بشكل كبير، في رد الاعتبار للفيلم الوثائقي، الذي مر في المغرب بمراحل صعبة للغاية. وقال باكريم في هذا الاطار، إن المهرجان، قام بجهود جبارة في إعطاء السينما الوثائقية قيمتها الفنية والابداعية، مؤكدا ان المركز السينمائي على استعداد كبير لدعم هذه التجربة، التي وصفها ب"الجادة"، والتي تأتي بأجوبة مهمة للفيلم الوثائقي والروائي. من جهته اعتبر رئيس المهرجان، الدكتور الحبيب ناصري، في كلمة بالمناسبة، أن المهرجان ولد من رحم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، مؤكدا على كل المبادرات الداعمة لهذا المهرجان، كشكل من اشكال المساهمة في التنمية الثقافية المحلية، وأكد أن هذه الدورة التي تحتفي بالسينما السورية، تسعى بكل جهد فني جميل، على اضافة لبنة جديدة في جدار المجال الثقافي والفني المغربي، وذلك في مبادرة جادة من فعاليات المجتمع المدني، في زمن حكامة جديدة، مؤمنة بدور المجتمع في بناء فكر حر، مبني على المساءلة والرغبة في تقاسم لحظات الألم والأمل، والتفكير الممتعة والهادفة الى تعميق الاحتفاء بالصورة. وأعرب عن طموحه الكبير في انجاح هذا المهرجان، وذلك من اجل اضافة بسمة جديدة للحقل الثقافي والفني المغربي والعربي، المؤمن بالمبادرة الحرة الجميلة المبنية على عشق سؤال الجمال. كما اشار في شهادة للمحتفى به، انها تكريم بلحاج تعد لحظة تارخية بكل ما تحمله الكلمة من معنى معرفي وفني وابداعي وانساني، لما لهذا المبدع المغربي الذي سطع نجمه في العديد المناسبات والتظاهرات العربية الدولية، وفي قناة الجزيرة الوثائقية التي يشتغل فيها، وأضاف أن بلحاج هرم فني مغربي، وواحد من مهندسي السينما الوثائقية على المستوى العربي، ببعدها الانساني والجمالي، مبرزا ان عمقه الفني يتميز بنوع من" الجدبة" الفنية، التي تفضي بالمتلقي الى ضفاف السحر، والصورة السينمائية الراقية والفرجة الفنية المشتهاة. واعتبر هذا الاكاديمي المغربي الذي يتحدر من مدينة وجدة، العاشق لفن السمعي البصري، القادم الى المجال بعد دراسات معمقة في فرنسا وكندا، واحدا من النقاد السينمائيين للسينما والصورة الوثائقية، وأحد مبدعي الإنجاز الجمالي والشعري للصورة، وذلك من خلال العديد من الأعمال والروبورطاجات المتميزة. واوضح أن تكريم بلحاج، هو تكريم للسينما والابداع العربي الوثائقي، بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ايمانا من المهرجان بتقدير الاعمال الناجحة، والاحتفاء بكل ما هو جمالي وفني وانساني على المستويين العربي والدولي. ويشارك في هذا المهرجان المتميز الذي شكل لحظة مضيئة في التاريخ الفني والثقافي بعاصمة الفوسفاط، إلى جانب المغرب، كلا من الولاياتالمتحدةالأمريكيةوتونس وموريتانيا ولبنان وبلجيكا وفرنسا وإيطاليا وتركيا وفلسطين ومصر وسوريا، ضيفة شرف الدورة. وتتكون لجنة تحكيم المسابقة المسابقة الرسمية لهذا المهرجان الذي يقام على مدى ثلاثة أيام من: المخرج المغربي محمد بلحاج من الجزيرة الوثائقية والجامعي والناقد سعيد يقطين والمخرج ريمون بطرس والناقدة السينمائية لمى طيارة، من سوريا والمخرج سعيد عز الدين من مصر. ولتقييم الجانب الإبداعي في الأفلام الوثائقية المشاركة تم إحداث لجنة للنقد تضم الناقد والكاتب فؤاد زويريق من هولندا والمحجوب بن موسى رئيس مهرجان الفيلم المغربي بروتردام، وعبد السلام الموساوي المدير الفني للمهرجان الوطني للفيلم التربوي بفاس من المغرب. وسيكون المغرب حاضرا في المسابقة الرسمية التي تتراوح مدة الأفلام المعروضة خلالها ما بين 15 و75 دقيقة، بفيلم "باركور دو غوفجيي" للمخرج علي بنجلون، وستمثل فلسطين بفيلم "دوشة" لفايق جرادة ومصر بفيلم "شمسي: مدرسة السرك" لتامر محسن. كما ستشارك في المهرجان كل من تونس بفيلم "أبو القاسم الشابي" للمخرجة هاجر بن ناصر، وموريتانيا بفيلم "القبة" للمخرج سالم دندو، ولبنان بفيلم "هايدة لبنان" لإيلين راهب، والولاياتالمتحدةالأمريكية بفيلم "دريفين دو دريم" للمخرج هارود بلانك، وبلجيكا بفيلم "لو غوفيج" لنادية التويجر". وتتبارى على جوائز هذه المسابقة، أيضا، تركيا بفيلم "دو بيرد أوف دو فوينيكس" للمخرجين إيرسن سيرا و أوغر إيغم، وفرنسا بفيلم "شو سار" للمخرج دو غول العيد، وإيطاليا "فوا إي غوكاغ أو دولا دو مير" للمخرجة سارة بونيلو. وسيشكل موضوع "صورة العرب في الفيلم الوثائقي...نحو تقارب حضاري بين الشعوب" محور الندوة الرئيسية للمهرجان، فضلا عن ندوتين ثانويتين الأولى حول التجربة التي قطعتها سوريا في مجال الفن السابع، فيما ستتناول الثانية الفيلم الوثائقي في قناة الجزيرة.