حادث هروب ما يربو عن عشرين مسافرا بمطار "بالما دي مايوركا" الإسباني، وحملهم طائرة على تحويل مسارها و الهبوط الاضطراري، و اكتساح مدرجات مطار سون سانت خوان، حدثًا غير مسبوق في إسبانيا ، وربما في أوروبا، لم يربك حركة الملاحة الجوية في جزر البَلِيَار، بل و بشكل أساسي حسابات المهتمين بمكافحة الهجرة غير الشرعية و الاتجار في البشر، مع الإقرار ب"إنها عملية صعبة للتنظيم والتنفيذ"، معلنين بداية ما اصطلحت عليه صحيفة "صوت غاليسيا" ب"القوارب الطائرة". فهل كان "الفرار الجماعي" محض صدفة، أم عمل مدبر و ظفت فيه وسائل التواصل الإجتماعي؟. في التفاصيل طائرة كانت تقوم برحلة بين المغرب وتركيا سمح لها بالهبوط اضطراريا في بالما دي مايوركا، إثر ورود بلاغ عن شعور أحد ركابها بمضاعفات السكري، و أثناء إخلاء المريض المفترض من الطائرة، انتهز 24 راكبا الفرصة للهروب منها، فنزلوا على المدرج ولاذوا بالفرار قبل أن تعتقل السلطات أحد عشر منهم بما فيهم المريض المفترض فيما البحث جاري عن 13 آخرين حسب وكالة "إيفي". و لفت حادث بالما الغير المسبوق انتباه الشرطة ، وتعاطت معه في بادئ الأمر على أنه مسألة هجرة غير شرعية حيث سيعامل جميع المعتقلين على أنهم أشخاص دخلوا إسبانيا بشكل غير قانوني، ليتضح لاحقا أنهم أمام واقعة غير مسبوقة والتي يتعين على الشرطة والسلطات الجوية تحليلها. ويعتقد المحققون أن الركاب الذين فروا دبروا عملية هبوط الطائرة اضطراريا بقصد دخول إسبانيا بشكل غير قانوني، وفق صحيفة "إل بايس". وقالت "إل بايس" إن "الراكب الذي ادعى شعوره بالإعياء نقل إلى المستشفى، حيث تبين أنه بصحة جيدة، فاعتقلته الشرطة بتهمة المساعدة في الهجرة غير الشرعية ومخالفة قانون الأجانب"، مشيرة إلى أن "شخصا آخر رافق الراكب الذي ادعى المرض إلى المستشفى لاذ بدوره بالفرار". جدير بالذكر أن المطار ألغى جميع رحلاته ، التي تصل إلى 56 رحلة ، مع وجهات وطنية ودولية ، في يوم الجمعة الذي تشهد أعلى حركة جوية في بالما. وكان جميع الهاربين قد تفرقوا في منطقة مرور الطائرات بالمطار ، بما في ذلك المدرجات ، وهو ما يمثل مخاطرة كبيرة في عمليات الإقلاع والهبوط لاحتمال تداخل بعض الهاربين مع مسار الطائرات. و نقلت جريدة "la vanguardia " عن احد موظفي المطار قوله: أنه شاهد كيف ركض أحد هؤلاء إلى الجزء المقابل من المبنى متجهًا نحو المنطقة العسكرية بالمطار !. و اعيد فتح المطار حسب"فرانس برس" منتصف ليل الجمعة الفائتة، اي بعد نحو أربع ساعات من إغلاقه. على الجانب الآخر من المتوسط تم تداول الخبر على نطاق واسع في الشبكات الاجتماعية تحت عناوين مختلفة أهمها "الجديد في الحريگ(الهجرة السرية)" ، و كان لافتا ظهور منشور على بعض المواقع لمجموعة فايسبوكية مغربية تسمى "برووكلين"، يعود تاريخه إلى شهر يوليوز يتعرض لخطة هروب ركاب طائرة تتطابق مع واقعة بالما من ألفها إلى يائها!!! فهل يؤكد المنشور أن "الفرار الجماعي" بالفعل كان عملا مخطط له استعملت فيه الوسائط ؟.