خلق فيلم "جزيرة المعدنوس" لمخرجه المغربي أحمد بولان الكثير من الجدل في المهرجان الوطني للفيلم بمدينة طنجة بعد عرضه في المسابقة الرسمية للمهرجان يوم أمس الأحد 28 فبراير 2016 بقاعة روكسي. العديد ممن تابعو الفيلم اعتبروه فيلما استعماريا ينتصر لإسبانيا على حساب المغرب بخصوص قضية جزيرة ليلى المغربية التي أثير حولها نزاع دبلوماسي بين البلدين في سنة 2002 عندما أنزل المغرب أفرادا من الجيش لمحاربة الإرهاب والهجرة الغير الشرعية، قبل أن ترد اسبانيا على المغرب بتصريحات حملت الكثير من التهديدات. فيلم "جزيرة المعدنوس"، حاول فيه المخرج أحمد بولان أن يسرد فيه تفاصيل ما حدث عندما أنزل المغرب جنوده على جزيرة ليلى وكيف كان الرد الإسباني ضد المغرب، سرد عمد إلى إظهار اسبانيا كبلد متقدم، من خلال مشاهد بالطائرة من العاصمة مدريد، ومشاهد من مكاتب وفضاءات راقية، وعلى عكس ذلك أظهر مشاهد من "البؤس" في كل ما هو متعلق بالمغرب بدا من منزل ابراهيم الجندي الذي عين في مهمة إلى الجزيرة إلى مكاتب الحكومة المغربية، ومكاتب جنرالات الجيش. أحمد بولان مخرج فيلم "جزيرة المعدنوس" قصة الفيلم التي تحمل الكثير من الرسائل السياسية التي اعتبرها العديد من المتتبعين تخدم أطروحات الإسبان، جعل منها بولان فيلما كوميديا بالدرجة الأولى خاصة مع إشراكه للممثل المغربي عبدالله فركوس، الأخير الذي لعب دور إبراهيم جندي في القوات المساعدة المغربية، والذي تم إرساله إلى جزيرة ليلى وسط البحر في مهمة مراقبة مرور المهربين والمهاجرين الغير الشرعيين. بعد أيام من تواجده فوق الجزيرة وحيدا، حملت أموج البحر مهاجرا سريا سنيغاليا إلى شاطئ الجزيرة، حمله إبراهيم إلى كوخه مربوطا، ليقدم له الماء والطعام بعد استيقاظه من الغيبوبة، وسرعان ما تحولت علاقتهما إلى علاقة صداقة، وفي وقت يحاولان العيش فوق الجزيرة بسعادة، أنزلت اسبانيا عناصر من جيشها فوق الجزيرة بعد توثر علاقاتها مع المغرب، ليعود إبراهيم إلى بيته فيما المهاجر السري بقي فوق الجزيرة لعله يجد فرصة للوصول إلى أوروبا. مشاهد الفيلم لا تخلوا من لقطات اعتبرها من شاهدوه أنها تسيء إلى المغرب، فزيادة عن تصوير المغرب كبلد البؤس حتى داخل مكاتب مسؤوليه، أثارت لقطة تصبين الجندي ابراهيم للعلم المغربي لتنظيفه من براز طائر، استياء الكثيرين، حيث اعتبروا ذلك إهانة للعلم المغربي الذي يعتبر من رموز الوطن المقدسة. لقطة أخرى أظهرت العلم المغربي فوق الجزيرة بلون يميل إلى الأصفر، وهو من وبين الألوان التي يتشكل منها العلم الاسباني، وهنا تساءل البعض عن نية المخرج في هذه اللقطة، هلي يريد منها تمرير رسالة سياسية أخرى لصالح اسبانيا، خاصة أن جزءا من ميزانية الفيلم كانت من تمويل وزارة الثقافة الاسبانية وإحدى القنوات التلفزيونية الاسبانية، وهل تحكمت الدبلوماسية الاسبانية في صياغة سيناريو الفيلم ليخدم مصالحها؟ انتقادات كثيرة وجهت للمخرج أحمد بولان بهذا الخصوص، لكنه فضل أن يرد عليها بالقول " لا أقبل التشكيك في وطنيتي"، مضيفا أن ما صوره من مشاهد "البؤس" بالمغرب كما فضل منتقدوه أن يسموها، أقل بكثير من الواقع الأسوأ لهذه الفضاءات على حد تعبيره.