كان جمهور روكسي على موعد يوم أمس الأحد مع فيلم "ليلى..جزيرة المعدنوس" لأحمد بولان، الذي حرص على تقديم عمله رفقة عدد من أبطاله، في مقدمتهم عيسى ندياي، بينما تغيب البطل الرئيسي عبد الله فركوس بسبب تعرضه لإصابة على مستوى الساق أثناء لعبه لكرة القدم حسب بولان، الذي أعرب عن سعادته بمشاركة فيلمه ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان الوطني للفيلم في دورته ال17 التي تحتضنها طنجة. اختار أحمد بولان أن يتناول بأسلوب ساخر أزمة جزيرة ليلى أو جزيرة البقدونس كما يسميها الإسبان، من خلال قصة ابراهيم، الجندي الذي يعمل في صفوف القوات المساعدة، ويتم إرساله إلى جزيرة خالية في البحر الأبيض المتوسط، حيث ستكون مهمته مراقبة مرور المهربين والمهاجرين غير الشرعيين. غير أن السيادة على هاته الجزيرة مارالت موضوع نراع بين المغرب وإسبانيا.
في أحد الأيام سيجد ابراهيم مهاجرا سريا جرفته الأمواج إلى الشاطئ وهو مامادو الشاب السينغالي الذي يحلم بالعبور إلى الضفة الأخرى من البحر الأبيض المتوسط بحثا عن حياة أفضل. وفي الوقت الذي يحاول فيه الرجلان العيش على الجزيرة والبقاء على قيد الحياة، يشب بين البلدين نزاع دبلوماسي، يتحول بسرعة إلى أزمة عسكرية، يترجمها المخرج إلى مشاهد طريفة.
وعن أسباب لجوئه إلى السخرية وتحويل هاته الأزمة المغربية – الإسبانية إلى فيلم كوميدي، يقول المخرج أحمد بولان لأحداث. أنفو، أن " الأسلوب الوحيد والمثالي للتطرق لهذا الموضوع هو الكوميديا"، مؤكدا أن الإسبانيين أنفسهم يسخرون من هاته القضية. غير أن العديد من النقاد والمهتمين بالشأن السينمائي المغربي، اعتبروا أن المخرج لم يكن موفقا في تناوله للموضوع، حتى من باب السخرية، لأن معايير ومقومات الأخيرة لم تكن حاضرة بسيناىيو وحوار الفيلم، الذي بدا ضعيفا من الناحية الكوميدية وافتقد إلى العمق.
" كاين فرق كبير بينا وبين الميريكان.. احنا كنعرفوا غير نخبطو"، كعادته رد المخرج أحمد بولان الذي يوصف بالمشاغب بنبرة تحدي مغلفة بالسخرية على منتقدي فيلم "ليلى جزيرة المعدنوس" من النقاد، مؤكدا على أنه يحترم النقد الصحي فقط، مستحضرا مقالا ضمن مجلة "هوليوود ريبورتر" الذي اعتبر أن الانتقادات التي جاءت فيه بناءة ومشجعة على الاجتهاد والاستمرار في العطاء، "بينما يصر نقاد بلدنا على محاربة المخرج بهدف تدميره فنيا" حسب بولان، الذي أكد أن تلك الانتقادات لن تزيده إلا إصرارا على مواصلة العمل.