وقع المخرج أحمد بولان أمس الأحد مشاركته في المسابقة الرسمية للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة، بعرض فيلمه الجديد " ليلى، جزيرة المعدنوس" (لا إيسلا) الذي يتناول بمقاربة كوميدية أزمة ساخنة عرفتها العلاقات المغربية الاسبانية حول هذه الصخرة في المتوسط. ويأتي هذا العرض في إطار الدورة 17 للمهرجان الوطني للفيلم بعد مشاركة هذا العمل في مهرجان مراكش المنصرم ضمن فقرة "خفقة قلب". وراهن أحمد بولان على تقديم كوميديا سوداء تستعيد أطوار أزمة دقيقة في العلاقات بين المغرب وإسبانيا، من خلال قصة بسيطة تتمحور حول شخصية "ابراهيم" التي يؤديها الكوميدي عبد الله فركوس. فابراهيم ، عنصر من القوات المساعدة، يتم إرساله إلى جزيرة خالية في البحر الأبيض المتوسط من أجل تأدية مهمة المراقبة تجاه عمليات التهريب والهجرة السرية. غير أن الجزيرة التي لا تبعد عن الساحل المغربي سوى بمائتي متر تصبح موضوع حملة عسكرية إسبانية من أجل هدف أقرب الى محاربة طواحين الهواء: طرد الجندي المغربي الوحيد على الصخرة. رسالة السلام والإنسانية واضحة في العلاقة الأخوية التي ستربط ابراهيم مع المهاجر السري الإفريقي الذي أصبح رفيقه في الجزيرة، كما تبدو بمثابة خلاصة تفضي إليها مرحلة التوتر الذي شارف على الانفجار بين المغرب واسبانيا، مفادها أن البلدين مدعوان إلى الحفاظ على علاقات تاريخية عريقة تخدم مصلحة الجانبين. والفيلم إنتاج مشترك بين أحمد بولان وأنطونيو ب. بيريز. وكتب السيناريو بولان وكارلوس دومينغز. ويعكس فيلم "جزيرة المعدنوس" عملا مختلفا من حيث الموضوع والرؤية الفنية للمخرج أحمد بولان الذي يعود إلى واجهة الإخراج بعد آخر فيلم مطول له عام 2011 بعنوان "عودة الابن" سنة 2011. ويعزز الفيلم فيلموغرافيا بولان المزداد سنة 1956 بمدينة سلا. فمن أهم أعماله "علي ربيعة والآخرون" (2001)، "أنا، أمي وبثينة" (2013)، " ملائكة الشيطان" (2007).