من طنجة عرفت الدورة 17 من المهرجان الوطني للفيلم العديد من الكواليس والتي لا تحظى عادة بالاهتمام من طرف وسائل الإعلام، في هذا التقرير ترصد جريدة "العمق المغربي" أبرز من تلك الكواليس. في افتتاح المهرجان الجمعة الماضية بدا واضحا وصول كل وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى الخلفي ورئيس جهة طنجةالحسيمة إلياس العماري بشكل منفرد عكس ما جرت عليه العادة، بل إن إلياس العمري وبعد تبادل التحية مع الخلفي كان حريصا أن يبدوا أمام عدسات المصورين في لحظة حديث مع الخلفي إلا أن هذا الأخير حرص بدوره على تفويت هذه اللقطة إذ كان حريصا على إدارة وجهه يسارا على الرغم من محاولات إلياس المتكررة إمالة رأسه اتجاهه. في زلة لا تغتفر نسيت فاطمة النوالي التي تقدم الأفلام وطاقمها قبل العرض نسيت اسم المخرج محمد إسماعيل المشارك في المسابقة الرسمية بفلمه الجديد إحباط، المقمدة وقعت في موقف لا تحسد عليه حينا نسيت اسم المخرج إلى أن جاءها المدد من الجمهور الذي ذكرها باسم المخرج الذي قالت إنه صديقها، وأهدته ثلاث قبل لحظة صعوده للمنصة ربما للتخفيف من حدة الموقف. لقي الفيلم القصير "التلفاز - ت" لمخرجه الشاب تصفيقات حارة من طرف جمهور الدورة 17 أثناء وبعد عرضه بقاعة سينما "روكسي" وذلك بسبب تجسيده لبرامج التلفزيون العمومي وخاصة منه القناة الثانية "دوزيم" بأنها برامج لتعذيب المواطنين ومنها المسلسلات المدبلجة التي قال عنها المخرج الشاب في فترة المناقشة إنها تهدد الهوية والميان المغربي. تراجع صوت النقاد السينمائيين خلال مناقشات الأفلام، لأسباب غير معلومة فسرها أحد النقاد بعلاقات الصداقة التي تمنع عدد من النقاد من انتقاد أفلام أصدقائهم، ومها كانت الأسباب فإن النقاش أصبح يهيمن عليه غير ذوي الاختصاص مما أفقد حصص مناقشات الأفلام الكثير من بريقيها. عبر بعض المتدخلين عن رفضهم لما اعتبروه انتصارا من المخرج أحمد بولان لإسبانيا على حساب المغرب في فيلمه "ليلى، جزيرة المعدنوس" الذي عالج قضية جزيرة ليلى المغربية لكونه قدم عدد من مكاتب وفضاءات تصوير المسؤولين المغاربة في وضعية قالوا إنها غير مشرفة مقارنة مع نظيراتا ونظراءهم الإسبان، وهي الأفكار التي رفضها بولان بشدة وقال لا أقبل التشكيك في وطنيتي وقال إن واقع الفضاءات هي أسوء بكثير مما تم تقديمه في الفيلم.