احتضنت سينما روكسي بطنجة ليلة أمس الجمعة افتتاح الدورة ال17 للمهرجان الوطني للفيلم، بحضور العديد من الشخصيات الفنية والإعلامية والسياسية في مقدمتها وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى الخلفي، وإلياس العماري رئيس جهة طنجةتطوانالحسيمة والأمين العام لحزب الاصالة والمعاصرة، ومحمد البشير العبدلاوي عمدة مدينة طنجة، ووالي الجهة محمد اليعقوبي، إلى جانب مدير المركز السينمائي المغربي صارم الفاسي الفهري. الكلمة الافتتاحية كانت لمحمد البشير العبدلاوي عمدة مدينة طنجة، الذي أكد أن تنظيم المهرجان الوطني للفيلم بطنجة يشكل إضافة نوعية للمدينة، ودعما ينسجم مع الرعاية السامية التي يوليها جلالة الملك محمد السادس لهاته المدينة من خلال العديد من المشاريع المهيكلة الكبرى. وصف العبدلاوي ساكنة مدينة البوغاز بالعاشقة للسينما والإبداع، لكونها عايشت العديد من الفنانين والمبدعين، وتمنى النجاح لهاته النسخة من المهرجان، الذي يرى فيه ترسيخا للجانب الفني والإبداعي بهاته المدينة. بعد الإعلان عن أسماء الأفلام القصيرة ال14 المشاركة في هاته الدورة، وأعضاء لجنة تحكيم المسابقة الخاصة بهاته الفئة، كانت الكلمة لرئيس هاته اللجنة المنتج والسيناريست والمخرج عبد السلام الكلاعي الذي تحدث بالنيابة عن باقي الأعضاء ووجه الشكر للحاضرين، مؤكدا عزم اللجنة على تشجيع التجارب السينمائية الجميلة. وبتأثر شديد أعلنت الإعلامية فاطمة النوالي التي تولت تنشيط هذا الحفل الافتتاحي عن الإسم الأول المكرم في الدورة ال17 للمهرجان الوطني للفيلم وهو الناقد الراحل مصطفى المسناوي، قبل أن تترك المجال للصحافي لحسن العسيبي، الذي تحدث عن الذكريات التي جمعته بالراحل وعن آخر اللحظات في حياته بالقاهرة، حيث باغته الموت بفندق ماريوت الزمالك، أثناء حضوره فعاليات الدورة ال37 لمهرجان القاهرة السينمائي. وتم تسليم الدرع التذكاري الخاص بالمهرجان لأنس المسناوي ابن الراحل، الذي عبر عن امتنانه لإدارة المهرجان لتكريمها والده الراحل، واصفا هذا التكريم بالالتفاتة الطيبة، مؤكدا أن إحياء السينما المغربية التي عشقها والده يبقى الأهم، مختتما كلمته بعبارة " عاشت السينما". اختار وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة إلقاء كلمته، بعد تكريم الراحل مصطفى المسناوي، للحديث عن الصداقة المتينة التي كانت تجمعه بالأخير، حين عمل مستشارا له، عن اللقاء الأخير الذي جمع بينهما في نونبر الماضي في النسخة الأولى من مهرجان الفيلم الوثائقي الذي احتضنته العيون وكانت من بين المشاريع التي تقاسما الرغبة والإصرار على تحقيقها إلى جانب المشاريع الكثيرة الأخرى التي اشتغلا عليها في حقل الفن السابع حسب الخلفي. " قد تكون هاته آخر سنة ألقي الكلمة كوزير للاتصال بالمهرجان الوطني للفيلم "، بنبرة مرحة تحدث مصطفى الخلفي، مستحضرا أول سنة منذ توليه مهامه في الوزارة، واللقاءات التي جمعته بالهيئات السينمائية، التي قال عنها أنه يحق لها محاسبته اليوم على آدائه، رغم أنه راض عن حصيلة المشاريع والإنجازات التي حققها، مثل المرسوم الذي تقدم به للحكومة بشأن تحويل مشروع المعهد العالي للسمعي البصري ومن السينما من معهد خاص إلى مؤسسة مجانية، وتأمين الدعم العمومي عن طريق التنصيص عليه في قانون المالية، وإصلاح منظومة الدعم السينمائي، وإرساء نظام دعم القاعات السينمائية، وانتقال عدد المهرجانات السينمائية المدعمة من 42 إلى 53 مهرجانا بما فيها المهرجانات التي تعالج الاشكاليات المرتبطة بالسينما الأمازيغة مثل مهرجان وزازات، وختم الخلفي قوله بالتأكيد على عزمه حتى آخر لحظة على دعم الإبداع والتنوع. جاء الإعلان عن تكريم المخرج والمنتج لطيف لحلو على لسان الناقد السينمائي محمد باكريم الذي تحدث عن المحطات المهمة في حياة لحلو وعطاءاته الكثيرة في مجال السينما، ممهدا لصعوده على خشبة المسرح لتسلم الدرع التذكاري. " أنا كنعرف ندير الأفلام..ماكنعرفش نهضر في الميكرو"، بهاته العبارة استهل لطيف لحلو المكرم في هذا الحفل الافتتاحي حديثه، معبرا عن امتتنانه للمهرجان على تكريمه له، متمنيا من كل المهنيين في مجال السينما العمل على ازدهار هذا الفن وتقدمه. بعد تكريم كل من الراحل مصطفى المسناوي و لطيف لحلو، تم الإعلان عن قائمة الأفلام الطويلة ال14 المشاركة في هاته النسخة، وأعضاء لجنة تحكيم المسابقة الرسمية لهاته الفئة التي يترأسها الكاتب والناقد نور الدين أفاية، الذي ألقى كلمته، وأكد على أنه وأعضاء لجنته سيدافعون عن قيم الإبداع وهم يشاهدون المنتوج الوطني الإبداعي المغربي خاصة جانب الحرية، معتبرا أنه لا مجال للحديث عن الإبداع في غياب جانب الحرية، متمنيا أن تخلق الأفلام المعروضة فرصة للمتعة والاكتشاف. بعد الإعلان رسميا عن انطلاق الدورة ال 17 للمهرجان الوطني للفيلم، استمتع جمهور روكسي بمشاهدة فيلم الافتتاح، وهو فيلم كوميدي قصير للمخرج الفرنسي جان فليشي أنتجه المركز السينمائي المغربي سنة 1954 من بطولة البشير لعلج، الطيب الصديقي، العربي الدغمي، وسليم برادة.