هي رحلة في الذاكرة بحثا عن أحداث عابرة سموها مجازا مسيرة لا عدوا فيها كم سيارة ولا كم قاطرة… سحابة بشرية عابرة عمرت هناك صحراءنا المظفرة في ظل النخيل عبارة تعلن النصر، وصحراء محررة كل الأصوات مقررة الشهادة هناك أو النصرة رمال ذهبية وشمس حارة ولا قطرة ماء في الحنجرة.. أناس قالوا نريد تحرير المستعمرة! يروي شيخ القبيلة لنا تفاصيل الهجرة من شمال المملكة إلى الگويرة كل شيء بالصغيرة والكبيرة زمن الرحلة..محطات صلاة الظهيرة كل شيء بداخله ينفجر مع دموعه المتحررة عزف على وتر الذاكرة وقلوب صارت متحجرة.. يبوح بكل شيء…ما تركه هناك في خنيفرة وما وجده من لذة في المسيرة رفقة أناس القاطرة.. توحد المغاربة في مسيرة وأعلنوا أنهم واحد لأجل صحراء حرة لا عرق فرقهم ، ولا لغة، ولا دين ولا لون بشرة الكل يريدها صحراء حرة أدعية وأناشيد وأشعار ملحمية مثيرة تغزو الأمكنة وتلهم الناس أنهم على بعد مفخرة زغاريد نساء تصدح خلف الخمارات الساحرة أعادوا رسم الخريطة كما أرادوا.. غرسوا الرايات هناك حيث تعبوا أو أنجبوا ولهم في كل راية ذكرى ترسمها ذاكرة ولهم في أسماء أطفالهم ذكرى… ترسمها ذاكرة رحلة إلى سفرة المسيرة الخضراء المظفرة حيث التأريخ لأطفالهم بيوم المسيرة أو عامها أو بلحظة الهجرة صار لنا تاريخ نكتبه في عمق السنة للهجرة عفوا للمسيرة… ولد عام المسيرة.. تزوج عام المسيرة وتغنى المغاربة الواد وادي ياسيدي حنجرة حنجرة واستعادوا الصحراء عذراء طاهرة لا دم سال منها ولا فيها مقبرة أعادوا لنا صحراءنا المستعمرة عرس هناك وهناك احتفالات غامرة ولنا تاريخ نكتبه فخرا ذكرى المسيرة، ولأجدادنا فيها مفخرة رحلة في الذاكرة، عبر شريط الأعمار العابرة ذكرى تعبرنا، كل عام من وحي الذاكرة….. * قصيدة شعرية ليوسف اليوسفي، أستاذ التعليم الإبتدائي