قاد؛ عبداللطيف وهبي المحامي من أصول رودانية؛ حزب الجرار في ظروف جد عسيرة، بحكم الاضطرابات والتجاذبات التي عاش على وقعها مختلف الفاعلين السياسيين وعموم الشعب المغربي، بعد نشوب صراع قوي انتهى بانعقاد وتنظيم مؤتمر اسفرت نتائجه عن انتخابه امينا عاما لقيادة تنظيم حزبي. وعاش حزب الأصالة والمعاصرة، زمن وهبي وأيضا خلال فترة سلفه، أزمة تنظيمية معقدة بعد تعرضه الى هزات قوية وتلقىيه لضربات موجعة من الداخل والخارج، فبالرغم من كون حزب الأصالة والمعاصرة يحضى بمكانة محترمة في المشهد السياسي ويعتبر رقم صعب في المعادلة السياسية ببلادنا، إلا أن مرحلة الأزمة التنظيمية التي عاشها غيرت كثيرا من نظرة المتاتبعين للشأن الحزبي والسياسي ببلادنا. وتداول، بل وأعتقد كثيرون أن وضعه التنظيمي لن يمكنه من تحقيق نتائج إيجابية تحديدا في استحقاقات 2021، حيث وجهت له وللامين العام سهام الانتقادات بشكل ملفت توحي على ان النتائج التي سيحصدها ستكون كارثية، خاصة بعد الخناق الذي فرضته الأزمة الوبائية التي لم تترك له الفرصة لعقد اجتماعاته التنظيمية، تحديدا منها الخاصة ببرلمان الحزب. كلها عوامل وتحديات واجهها الامين العام عبداللطيف وهبي بذكاء، بعد رفعه من سقف التحدي بمواصلة العمل والمشاورات في اتخاذ القرارات الصائبة وعيا منه بالتكليف والوزر الثقيل الذي ألقي على عنقه بشبه اجماع "الباميات والباميين"، واقع يشترط ويلزم العمل الجاد والمثابرة من أجل الاصلاح والترميم وتصفية الاجواء والخواطر على حد سواء. و دلم يكن الأمر بالهين لكن ذات الوضع العسير كان في مواجهة رجل حكيم ركم من التجربة القانونية والسياسية ما يكفي لمجابهة وتخطي الصعاب، فبالرغم من محاولة تعطيل عجلة الاقلاع من طرف أيادي خفية واخرى علنية، استطاع المقاوم أبن المقاوم أن يتبوأ بفضله الجرار مكانة جد مشرفة، أثلجت صدور عموم مناضلي الحزب، ومعه شريحة واسعة من الشعب المغربي. فهنيئا لنا جميعا على هذا الانجاز التاريخي الذي سيبقى راسخا في الذاكرة السياسية لبلادنا بشكل عام وذاكرة الجرار على وجه التحديد. * حبيب كروم فاعل جمعوي حقوقي ونقابي