في تطورات جديدة بشأن العلاقات بين المغرب وإسبانيا، بعد الأزمة الأخيرة التي انطلقت شرارتها باستقبال مدريد لزعيم البوليساريو بهوية مزورة، وجهت المملكة دعوة للسفير الإسباني لزيارة مقر المكتب المركزي للأبحاث القضائية "البسيج"، ضمن وفد يضم سفراء عدد من الدول. وقالت صحيفة "إلباييس" الواسعة الإنتشار بإسبانيا، إن المغرب رفع "الفيتو" عن السفارة الإسبانية في الرباط، بعد أن وجهة دعوة للسفير للمشاركة في زيارة يقوم بها سفراء معتمدون لدى المملكة إلى مقر جهاز مكافحة الإرهاب التابع للمديرية العامة للأمن الوطني. وأضافت الصحيفة، أن هذه البادرة، تمثل خطوة نحو تطبيع العلاقات الثنائية، بعد الأزمة التي بلغت ذروتها في منتصف ماي الماضي، مشيرة إلى أن الرباط استبعدت من قبل سفير مدريد في اجتماع عقده رئيس لجنة النموذج التنموي مع سفراء معتمدين لدى المغرب، بمقر وزارة الخارجية، شهر يونيو الماضي. وبحسب المصدر ذاته، فإن إسبانيا لم تسحب سفيرها في الرباط، "ريكاردو دييز-هوتشلايتنر"، كما فعل المغرب ، الذي استدعى سفيرته في مدريد، كريمة بنيعيش، للتشاور، لكن الرباط، تضيف الصحيفة، اعترضت عليه، في عدة مناسبات رسمية ولم توجه له الدعوة. وقام عدد من السفراء المعتمدين لدى المغرب، الخميس الماضي، بزيارة مقر المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني؛ وهي مناسبة اطلع خلالها هؤلاء الدبلوماسيون على الجهود التي يبذلها المغرب في محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة. وبحسب "إلباييس"، فإن هذه اللفتة جاءت بعد أن تجنب الملك محمد السادس، الأسبوع الماضي، الحديث عن الأزمة الدبلوماسية مع إسبانيا في خطابه بمناسبة عيد العرش، مضيفة أن الحكومة الإسبانية صعدت لفتات التقدير تجاه جارتها المغرب. ومع ذلك ، فإن الرحلة الأولى لوزير الخارجية الجديد، خوسيه مانويل ألباريس، إلى الرباط ، وعودة السفيرة بنيعيش إلى مدريد ما زالت معلقة.