يعتبر الصمت سيد الموقف في الأزمة التي اندلعت بين الجارين، المغرب وإسبانيا شهر أبريل المنصرم، بسبب استقبال الأخيرة زعيم جبهة البوليساريو بشكل سري وبهوية مزورة داخل أراضيها لتلقي العلاج. وعلى الرغم من الغموض والتكتم الذي يلف الموضوع، إلا أن مصادرا إعلامية كشفت وجود مفاوضات مكثفة بين الطرفين لحل الأزمة بشكل نهائي. في هذا الصدد، أوردت صحيفة "إلباييس" الإسبانية، يوم أمس الثلاثاء 27 يوليوز الجاري، أن "إسبانيا والمغرب يتفاوضان على مراجعة كاملة لعلاقاتهما الثنائية"، وأن "مدريد لا تريد خاتمة زائفة للأزمة تؤدي إلى تكرارها في المستقبل". وأشارت ذات الصحيفة إلى أن "وزير الخارجية الإسبانية الجديد، خوسيه مانويل ألباريس، الذي سافر بالفعل إلى لندن وسيغادر إلى بيرو، يوم أمس الثلاثاء، لم يزر المغرب بعد، رغم وصفه إياه ب "الصديق العظيم" في حفل تنصيبه". وأكدت "إلباييس" أن مصادرا دبلوماسية تفاوضت بخصوص الأزمة، وهو ما يعتبر تقدما واضحا نحو إنهاء الخلاف، بعد مرحلة كان فيها الاتصال الوحيد يجرى عبر وسطاء كالمفوض السامي للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، وأعضاء آخرين في المفوضية الأوروبية . ووفقا للصحيفة نفسها، فقد كانت هناك اتصالات مباشرة من الجانب الإسباني، وذلك عبر السفير في الرباط، ريكاردو دييز هوشلايتنر، والمديرة العامة للمغرب العربي، إيفا مارتينيز، التي تركت منصبها يوم الثلاثاء الماضي، حيث أجرى كلاهما في يونيو المنصرم وأوائل يوليوز الجاري، محادثات مع السفيرة كريمة بنيعيش، التي تواصل التعامل مع إسبانيا من الرباط. ونقلت الصحيفة عن مصادر دبلوماسية أن "إسبانيا اقترحت مراجعة كاملة للعلاقات الثنائية لتوضيح موقف كل طرف في الفصول الشائكة، بما في ذلك ملف سبتة ومليلية". وحسب ذات المصادر، فإن "مثل هذه الخطوة لن تكون سهلة، خاصة وأن المفاوضات ستستغرق وقتاً"، مضيفة أن "زيارة وزير الخارجية الإسبانية للرباط، والتي تم النظر فيها هذه الأيام، لن تكون نهاية الأزمة، ولكن فقط بداية طريق استعادة الثقة".