كثيرة هي الدروس التي أبدع الشعب الفلسطيني في تلقينها للمحتل وللعالم في كل المجالات ولن يكفي مقال واحد بسردها، وسنكتفي بالدرس السياسي والذي يسلط الضوء على كيفية تعامل الشعب الفلسطيني وقواه الحية المناضلة مع سلطة أوسلو القمعية. إنني أقف مندهشا من شراسة بطش السلطة وقمعها لفصائل المقاومة المسلحة وحلم هذه الأخيرة وصبرها، ففي عهد الختيار المرحوم ياسر عرفات كان هناك تنسيق أمني مع المحتل حسب اتفاقية أوسلو وكان يتم التنسيق بين ضباط الشينبت الصهاينة ونظرائهم من السلطة في معبر إيرتز ومن ثمرات هذا التنسيق إفشال العديد من محاولات تسلل المقاومين إلى الداخل الفلسطيني وتسليم خلية صوريف للعدو حيث تم إطلاق صراحهم بتنسيق مع الشينبت الذي أخبر بوقت خروجهم وكذلك اتجاه سيرهم. المهم كان هناك تنسيق أمني على استحياء ولم يبلغ درجة القداسة مع صاحب المتراس و الذي يضرب أخماس في أسداس.. لقد كان عرفات يؤيد الكفاح المسلح بمقدار ومن طرف خفي فعندما تتأزم ألأمور كان يأمر مخابراته بغض الطرف عن بعض عمليات المقاومة والكف عن التنسيق.. المهم فهو كما قال جئتكم أحمل غصن زيتون باليمنى و بندقية باليسرى فلا تدطروني لرمي غصن الزيتون.. لكن عباس يحمل أغصان الزيتون للصهاينة في يمنىاه ويسراه ويحمل البندقية لقتل الشعب الفلسطيني و0خر إنجازات مخابراته هو تصفية المناضل نزار بنات.. التنسيق الأمني أعتبره أمرا عاديا بين دولتين تتمتعان بالسيادة الكاملة لتنظيم الحدود وضبط المخدرات وتسلل المجرمين… المهم أن يكون هذا التنسيق بين دولتين أو أكثر في إطار احترام أرض واستقلال كل دولة.. لكن ألأمر الغريب المستهجن هو تنسيق من هو تحت الاحتلال مع المحتل من أجل محاصرة طرف ثالث هو المقاومة المسلحة.. وعندما ينعثهم الشعب بالخيانة ينكرون عليه ذالك بدعوى أنهم يعرفون أين تكمن مصلحة الوطن..!! فبالله عليكم من ينسق ويعتبر التنسيق ألأمني مع المحتل مقدسا هل يريد فعلا تحرير الأرض أم تأييد الاستعمار..؟ ويحكون عن منظمة التحرير.. اللهم إن كانت لتحرير محاضر اعتقال ووفاة المعتقلين.. إن الأمر الذي حيرني هو حلم و صبر الجناح العسكري لحركة حماس كتائب عز الدين القسام على سلطة أوسلو، وسأطرح بعض الأسئلة: فهل مثلا مقار السلطة الفلسطينية أكثر تحصنا من مدن ومستوطنات العدو الصهيوني؟ وهل الاستسهاديين الذين وصلوا لقلب تل أبيب وفجروا باصاتهم ونواديهم الليلية كالبطل الشهيد الحوتري؟ وهل صواريخ المقاومة التي غطت كل الوطن المحتل وأصابت أهدافها بدقة عالية رغم قببهم الحديدية عاجزة عن دك مقر الخونة برام الله؟ ألا تستحق هذه السلطة نفس معاملة العدو والتي صارت فعليا جزء منه؟ إن عبقرية الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة تتجلى في وعيه العميق حيث يتجاوز ردود الفعل ال0نية والغير محسوبة.. فأصلا هذا هو الهدف الرئيسي من اتفاقية أوصلو هو دفع الشعب الفلسطيني للاقتتال وعندها يدعي العدو أنهم شعب لا يستحق الاستقلال وهم بحاجة لمن ينظمهم.. لقد قال الشيخ الشهيد احمد ياسين إن الدم الفلسطيني خط أحمر وسئل عن سعيه للسلطة فقال الله يكون في عون عرفات فعن أي سلطة نتحدث نحن في مرحلة تحرير…!! إنه شعب عبقري فوت الفرصة على المحتل مسرور المراكشي يحي عاليا درجة الوعي السياسي لفصائل المقاومة الفلسطينية المسلحة.